كتب .. مصطفى محمود

افتتحت الأسواق الأوروبية تداولات اليوم الأربعاء على تراجع ملحوظ، وسط أجواء من القلق تخيّم على المستثمرين بفعل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها العالميين، وهو ما انعكس سلباً على معنويات المخاطرة.

وسجّل المؤشر الأوروبي العام "ستوكس 600" انخفاضًا بنسبة 0.8% في مستهل الجلسة، لينهي موجة مكاسب استمرت يومين متتاليين، كما تراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.6%، بينما هبط "فوتسي 100" البريطاني بـ 0.18%، و"كاك 40" الفرنسي بـ 0.71%.

وكان لقطاع التكنولوجيا نصيب الأسد من الضغوط، حيث تكبّدت شركة "ASML" الهولندية، الرائدة في مجال تصنيع معدات الرقائق، خسارة بلغت 6.5% بعد أن جاءت طلبياتها الجديدة أقل من التوقعات، في ظل ما وصفته بـ"الضبابية المتزايدة" المرتبطة بالتوترات مع واشنطن، كما تراجعت أسهم "ASM إنترناشيونال" بـ 4.5% تأثرًا بالمخاوف المحيطة بقطاع أشباه الموصلات ككل.

وفي جانب آخر، أظهرت بيانات التضخم البريطانية لشهر مارس تباطؤاً مفاجئاً، حيث بلغ معدل التضخم السنوي 2.6%، وهو دون توقعات "رويترز" التي أشارت إلى 2.7%، والذي قد يعيد النظر في توقيت قرارات الفائدة المرتقبة من بنك إنجلترا.

ويترقّب المستثمرون هذا الأسبوع نتائج أعمال عدد من الشركات الأوروبية الكبرى، خاصة "ASML" و"هاينكن"، وسط قلق من تأثيرات التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج على أداء الشركات في الربع الأول من العام.

وفي تطورات عالمية، كشفت الصين عن نمو اقتصادي بنسبة 5.4% في الربع الأول، متجاوزة التوقعات، ما يعكس نوعًا من الصمود أمام الرياح المعاكسة الناجمة عن النزاع التجاري. ومع ذلك، لم تكن البيانات كافية لدعم المعنويات، إذ قامت بنوك استثمارية بخفض توقعات النمو السنوي في ظل تصعيد أميركي في فرض الرسوم، أما في الأسواق الأميركية، تراجعت العقود الآجلة للأسهم، بعد إعلان "إنفيديا" عن خسائر بقيمة 5.5 مليارات دولار في الربع الأخير، نتيجة التكاليف المرتبطة بقيود التصدير على معالجات H20 إلى الصين.