في دلالة جديدة على أهمية دبي كمركز محوري في حركة الطيران العالمية، جاء المسار الجوي بين مطار دبي الدولي ومطار لندن هيثرو في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الخطوط الجوية الدولية ازدحاماً خلال شهر مارس الماضي، بحسب تقرير صادر عن شركة "OAG" المتخصصة في تحليلات بيانات السفر والطيران.

ويعكس هذا التصنيف موقع دبي الاستراتيجي كمحطة رئيسة تربط بين الشرق والغرب، حيث يعد مطار دبي الدولي من أكثر المطارات العالمية نشاطاً، ويخدم شبكة واسعة من الرحلات المتجهة إلى أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا. وقد أصبح خط "دبي - لندن هيثرو" واحداً من أبرز المسارات التي تشهد حركة ركاب كثيفة، سواء لأغراض العمل أو السياحة أو الترانزيت.

وبحسب ما جاء في التقرير فإن هذه الشركات مجتمعة تسير  313 رحلة باتجاه واحد بقدرة استيعابية قدرت بنحو 129647 مقعداً في اتجاه واحد، أي ما يعادل حوالي 260 ألف مقعد ذهاباً وإياباً، وكذلك الشركات الـ4 المشغلة للرحلات هي "طيران الإمارات" أكبر مشغل للرحلات على هذا المسار، وكذلك الخطوط الجوية البريطانية، وأيضًا فيرجن أتلانتيك، ورويال بروناي.

وكذلك طيران الإمارات تستحوذ على 71 % وذلك من إجمالي السعة الاستيعابية على هذا المسار، حيث مع تشغيلها 186 رحلة شهرية بطائرات "إيرباص A380" في المقابل تسيّ الخطوط الجوية البريطانية 29 رحلة شهرية بطائرات إيرباص A380 تسع 469 مقعداً، مقابل 495 مقعداً لطائرات "إيرباص A380" التابعة لطيران الإمارات. 

لطالما عُرف مطار دبي الدولي بدوره الريادي في تسهيل حركة الملايين من المسافرين سنوياً، وتربطه رحلات منتظمة بعشرات المدن الأوروبية، حيث تشكل لندن واحدة من أبرز الوجهات. ويستقطب هذا الخط بشكل خاص شريحة واسعة من المسافرين من رجال الأعمال والسياح والمقيمين، بالإضافة إلى المسافرين الذين يستخدمون دبي كنقطة توقف مؤقتة (ترانزيت) قبل مواصلة رحلاتهم إلى آسيا أو أستراليا.

أما مطار لندن هيثرو، فيعد بدوره أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، ويخدم كواجهة رئيسة للمملكة المتحدة إلى العالم. لذا فإن الربط المباشر والمنتظم بينه وبين مطار دبي يعكس أهمية كلا الوجهتين كمراكز محورية في شبكة الطيران الدولي.

ويساهم في هذا الازدحام اللافت على خط دبي - لندن عدد من الرحلات اليومية التي تسيرها شركات الطيران الخليجية الكبرى، وعلى رأسها طيران الإمارات، التي توفر خدمات فاخرة وتجارب سفر متقدمة لركابها على هذا الخط. كما ساهمت المنافسة في تحسين جودة الخدمات وزيادة الخيارات أمام المسافرين، مما زاد من الإقبال على هذا المسار الجوي.

وتشير التوقعات إلى أن هذا المسار سيواصل تسجيل معدلات طلب مرتفعة خلال الأشهر القادمة، لا سيما مع تزايد النشاط السياحي والتجاري بين الشرق الأوسط وأوروبا، واستمرار التعافي التدريجي لقطاع الطيران بعد تحديات جائحة كوفيد-19. كما تلعب المناسبات العالمية والمعارض الكبرى التي تستضيفها دبي دوراً إضافياً في تعزيز الطلب على هذا الخط، وجذب المزيد من الزوار من المملكة المتحدة.