نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دوريات غريبة في الساحل... هل عاد الروس إلى سوريا؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 10:02 مساءً
في ظلّ التصعيد الأمني الذي شهده الساحل السوري وتزايد وتيرة الشائعات والتسريبات، برزت أخيراً معلومات متداولة عن اتفاق بين جهاز الأمن العام السوري والقوات الروسية لتسيير دوريات عسكرية في مناطق الساحل، ما أثار تساؤلات وقلقاً في الأوساط الشعبية والسياسية على حد سواء. وبينما تتضارب الروايات بشأن حقيقة الوجود الروسي في قرى اللاذقية وطرطوس، تنفي مصادر مطلعة لـ"النهار" بشكل قاطع أي ترتيبات من هذا النوع.
وتؤكد أن مسؤولية الاستقرار وحفظ الأمن تقع على عاتق أجهزة الدولة فقط، مشددة على "عدم وجود أي خطة لإشراك قوى خارجية في تحمل هذه المسؤولية".
ولا يزال الساحل السوري يرزح تحت ضغط الحوادث الأمنية المتنقلة، التي تتجسد يومياً في عمليات خطف أو قتل أو إهانة، بالإضافة إلى عمليات تهجير من قرى واقعة على خطوط الصدع الطائفية في ريفي حمص وحماة. ويستمر ذلك بعد مرور أربعين يوماً على مقتل 1800 مدني خلال أربعة أيام في مجزرة أعقبت هجوماً عسكرياً قاده العميد غياث دلا، واعترف محمد جابر، قائد ميليشيا صقور الصحراء، بمشاركته في الإشراف على جزء منه.
ولم تتمكن لجنة تقصي الحقائق من حسم تحقيقاتها خلال مهلة الشهر الممنوحة لها بموجب قرار تشكيلها، ما استدعى تمديد ولايتها ثلاثة أشهر إضافية، في خطوة لاقت استياءً عاماً في الساحل، خشية أن يكون ذلك تمهيداً لتمييع القضية والإفلات من العقاب.
وفي ظل هذا الواقع، تتزايد التسريبات والشائعات بشأن مصير الساحل السوري، وسط دعوات تصدر بين الحين والآخر من وجهاء الطائفة العلوية وبعض السياسيين لطلب الحماية الدولية، مع إصرار بعضهم على عدم الابتعاد كثيراً من السلطات الانتقالية والسعي الى ترك "شعرة معاوية" قائمة معها.
وسُرّبت، الأحد، معلومات نقلاً عن مصادر مطلعة في ما خص اتفاق بين الأمن العام السوري والقوات الروسية في قاعدة حميميم، يسمح للأخيرة بتسيير دوريات في القرى الساحلية الواقعة بين مدينتي اللاذقية وطرطوس، وأيضاً في المناطق ذات الغالبية العلوية في محافظتي حمص وحماة وسط سوريا.
سيارة إسعاف سورية تنقل لاجئين سوريين إلى قاعدة حميميم. (ا ف ب)
وترافق ذلك مع انتشار أحاديث وشائعات بشأن مشاهدات لدوريات روسية في بعض مناطق جبلة واللاذقية. وذكر بعض هذه الشهادات أنه شوهدت دوريات روسية في بلدة صنوبر جبلة، التي شهدت واحدة من أفظع المجازر في 7 آذار/ مارس، وفي حي الدعتور في اللاذقية.
غير أن مصادر محلية من المنطقتين أكدت لـ"النهار" أنه لم تدخل أي دورية روسية إليهما، مشيرة إلى أنه، رغم دخول سيارة تقل أشخاصاً من جنسيات أجنبية إلى حي الدعتور الاثنين، فإن الزي الذي كانوا يرتدونه لا يوحي أنهم روس.
وأفادت منصة "تأكد"، المعنية بكشف الأخبار المضللة، بعدم صحة ادعاء تجول دوريات روسية في حي الزراعة باللاذقية، مشددة على أن الصور المنشورة تعود إلى حي الثورة بطرطوس.
وفي وقت سابق، نُشرت مقاطع مصورة تُظهر اعتراض حاجز للأمن العام على مدخل طرطوس قافلة عسكرية روسية، وطلب منها العودة إلى قاعدة حميميم.
وكانت القوات الروسية قد توقفت عن إرسال أي دوريات عسكرية في عموم سوريا منذ سقوط النظام السابق.
وفي تسريب آخر، جرى الحديث عن اجتماع ضباط روس مع اللاجئين في قاعدة حميميم لإبلاغهم أن بعض مناطق جبلة وريفها أصبحت آمنة، وأن بإمكانهم العودة إلى منازلهم إذا رغبوا، وأنهم حصلوا على ضمانات من الأمن العام بعدم التعرض للعائدين.
وفي هذا الشأن، يقول أحد النازحين لـ"النهار" إن "التواصل مع الضباط الروس لا ينقطع"، إذ يتم إبلاغهم عبر مترجم بآخر التطورات، مشدداً على أن الروس "تركوا للنازحين حرية الاختيار بين البقاء أو العودة".
ويشكّل ملف اللاجئين في قاعدة حميميم ورقة ضغط على السلطات الانتقالية، خصوصاً في ظل غموض الموقف الروسي، ومع استمرار مشاهدات هبوط طائرات شحن روسية في مطار حميميم، ونزول مجندين روس من على متنها، وهو ما أشار إليه تقرير سابق لـ"النهار".
ولا يستبعد بعض المعنيين بمتابعة هذا الملف أن يكون مصدر التسريبات السابقة هو الأمن العام ذاته بهدف تشجيع الناس على مغادرة القاعدة، وبالتالي التخلص من تبعات نزوحهم واستباق مخاطر توظيفه إقليمياً ودولياً في مراحل لاحقة.
وفي وقت سابق، قدم فادي صقر، برفقة غدير السالم، وهما قياديان سابقان في الدفاع الوطني ومتهمان بارتكاب مجزرة التضامن، إلى قاعدة حميميم لإقناع النازحين بالخروج، إلا أن محاولاتهما باءت بالفشل. ويعمل صقر والسالم مع الأمن العام تحت إشراف خالد الأحمد، عضو لجنة السلم الأهلي والمكلف إدارة ملف العلويين في الإدارة الانتقالية.
0 تعليق