تستعد دار Julien’s Auctions لإطلاق أكبر مزاد علني يضم قطعاً خاصة من خزانة الأميرة ديانا، ضمن فعالية ضخمة تحمل عنوان "أناقة ديانا ومجموعة ملكية"، وذلك في السادس والعشرين من يونيو في فندق The Peninsula Beverly Hills بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

قطع نادرة تتجاوز الملابس: من الفساتين إلى الملاحظات اليدوية

يتجاوز المزاد فكرة الملابس الفاخرة ليشمل أكثر من مئتي قطعة تنتمي إلى أيقونة الأناقة الراحلة، وتتراوح المعروضات بين فساتين كوتور شهيرة وحقائب يد ونظارات، إلى بطاقات وملاحظات بخط يد الأميرة ديانا، والتي اشتهرت بمراسلاتها الشخصية الدقيقة.

يشارك في المزاد أيضاً قطع من إرث ملكي أوسع، تشمل مقتنيات من الملكة إليزابيث الثانية، والملكة الأم، وأفراد من العائلة المالكة تعود ملكيتهم إلى القرن التاسع عشر.

من مزاد كريستيز إلى لحظة جديدة في سوق المقتنيات الملكية

تعود بعض المعروضات إلى المزاد التاريخي الذي نظمته ديانا بنفسها عام 1997 في دار كريستيز، قبل أشهر من وفاتها المأساوية، حيث عرضت 79 من أشهر فساتينها في مبادرة لجمع التبرعات لصالح صندوق أزمة الإيدز ومستشفى رويال مارسدن.

كان ذلك الحدث فكرة الأمير ويليام، واعتبرته ديانا بمثابة بداية جديدة بعد طلاقها من الأمير تشارلز الذي تم رسمياً في أغسطس 1996. وقد حقق حينها أكثر من ثلاثة ملايين ومئتين وستين ألف دولار أمريكي.

ارتفاع جنوني في أسعار القطع: من عشرات الآلاف إلى الملايين

مارارتين نولان، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لـJulien’s Auctions، أوضح أن بعض الفساتين التي بيعت في مزاد 1997 مقابل 30 ألفاً أو أربعين ألف دولار، عادت اليوم لتُعرض بقيم تتراوح بين 800 ألف ومليون دولار. في عام 2023، بيعت إحدى واحدة منين جاك أزاجوري التي ارتدتها ديانا في عام 1985 مقابل مليون ومئة وأربعين ألف دولار. وفي عام 2024، بيعت إحدى أحذيتها مقابل ثلاثمئة وتسعين ألف دولار.

لماذا يزداد الإقبال على مقتنيات ديانا؟

يرى نولان أن ما يمنح هذه القطع قيمتها المتصاعدة هو ارتباطها بشخصية لا تزال ملهمة. قال إن "ديانا كانت تعرف تماماً كيف تختار ما ترتديه، ومتى ترتديه، وكانت تقرأ المشهد جيداً لتعرف ما سيكون محل تقدير".

يضيف: "لم تكن ترغب أن تُؤطر في مرحلة زمنية بعينها، بل كانت تسعى للأناقة التي تتجاوز الزمن"، مشيراً إلى تعاونها مع مصممين مثل كاثرين ووكر لتصميم قطع خالدة تلائم مهامها الرسمية المتنوعة.

فستان الرعاية... أيقونة الحنان

من بين أبرز المعروضات فستان من تصميم بيلفيل ساسون يعود إلى عام 1989، ويُعرف باسم "فستان الرعاية"، ارتدته ديانا خلال زياراتها المتكررة للأطفال المرضى في المستشفيات. كان الفستان الملون والمبهج يمنح الأطفال شعوراً بالبهجة، ويجعل الأميرة أكثر قربا ودفئا، حسب تعبير نولان.

الفساتين الجريئة... علامات استقلال الأميرة

إلى جانب الفساتين الرسمية، يتضمن المزاد قطعا تُبرز التحول في حياة ديانا بعد انفصالها عن العائلة المالكة، من بينها فستان كوكتيل قصير ارتدته خلال مرحلة ما بعد الطلاق، وقد وصف بأنه إعلان عن استقلالها الجديد، ليوازي شهرة "فستان الانتقام" الشهير.

المتاحف تدخل المنافسة: القطع لم تعد حكراً على الأثرياء

اللافت أن المزاد لا يستقطب فقط الأفراد الأثرياء، بل تشارك فيه متاحف ومؤسسات ثقافية ترغب في اقتناء قطع من هذا الإرث النادر.

ويوضح نولان: "ما يميز هذه المجموعة أنها ليست مجرد أزياء، بل شواهد على لحظات تاريخية من حياة واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في القرن العشرين".

الجولة العالمية للمجموعة: من سياتل إلى لندن

تبدأ جولة ترويجية للقطع المعروضة قبل المزاد في الأول من مايو، تنطلق من متحف ثقافة البوب في سياتل، ثم تنتقل إلى متحف رموز الأناقة في مدينة نيوبريدج بأيرلندا، قبل أن تحط الرحال في لندن، حيث المكان الذي شكل ملامح أسلوب ديانا وشخصيتها.