الذهب في مواجهة الضبابية الاقتصادية: هل نحن أمام قفزة تاريخية؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذهب في مواجهة الضبابية الاقتصادية: هل نحن أمام قفزة تاريخية؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 11:03 صباحاً

في ظلّ أجواء اقتصادية مضطربة تتسم بالضبابية، ومع تصاعد المخاوف من ركود عالمي وشيك، عاد الذهب مجددًا إلى واجهة الاهتمام كمصدر للأمان والاستقرار. وبينما تهتزّ الأسواق العالمية بسبب التوترات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية، يصعد الذهب بثقة ليؤكّد مكانته كملاذ استثماري موثوق، مدعومًا بتوقعات غير مسبوقة من كبرى المؤسسات المالية العالمية.

 

توقعات صعودية غير مسبوقة

في تقريرين منفصلين، رفعت مؤسستا غولدمان ساكس و يو بي إس (UBS) سقف توقعاتهما لأسعار الذهب بشكل بارز، مشيرتين إلى احتمال وصول الأونصة إلى 4,000 دولار بحلول منتصف عام 2026. ويأتي ذلك في أعقاب صعود الذهب بنسبة 6.6% خلال أسبوع واحد، حين تجاوز سعره حاجز الـ 3,245 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى في تاريخه.

 

غولدمان ساكس، عبر محلّلتها لينا توماس، تتوقع ارتفاع السعر إلى 3,700 دولار مع نهاية 2025، وبلوغ 4,000 دولار في منتصف 2026، مستندة إلى عوامل جوهرية تتجاوز التحليل الفني التقليدي، أبرزها زيادة مشتريات البنوك المركزية، وتزايد الإقبال على صناديق الذهب المتداولة (ETFs)، وتزايد احتمالات الركود الاقتصادي.

أما يو بي إس، فقد حدّدت سقفًا قريبًا من ذلك عند 3,500 دولار للأونصة بحلول كانون الأول (ديسمبر) 2025، مشيرة إلى توسّع قاعدة المستثمرين في الذهب، من البنوك المركزية إلى الأفراد، في ظلّ تحوّلات جيوسياسية وتجارية متسارعة.

 

 

صورة تعبيرية (وكالات)

صورة تعبيرية (وكالات)

 

العوامل الدافعة وراء هذا الصعود

يستند هذا التفاؤل المتزايد إلى مجموعة من العوامل الجوهرية:

1. زيادة مشتريات البنوك المركزية: توقعت غولدمان أن يبلغ متوسط مشتريات الحكومات من الذهب 80 طناً شهرياً، مقارنة بـ70 طناً في التقديرات السابقة؛ وهو ما يعكس انتقالاً من سياسة تنويع الاحتياطيات إلى اعتماد استراتيجيّ على الذهب.

2. مخاطر الركود: مع ارتفاع احتمالات دخول الاقتصاد العالمي في ركود بنسبة 45%، بحسب تقديرات غولدمان، يتزايد الإقبال على الذهب كوسيلة للتحوط، مما يعزز التدفقات إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.

3. ضغوط العرض وضعف السيولة: أشارت "يو بي إس" إلى أن محدودية نمو المعروض من الذهب، إلى جانب كميات كبيرة منه محتجزة في احتياطيات البنوك وصناديق المؤشرات، تسهم في ضعف السيولة، مما يجعل أيّ طلب إضافيّ قادرًا على تضخيم تحركات الأسعار بشكل كبير.

4. التوترات الجيوسياسية والتجارية: تستمر الاضطرابات في الأسواق، مدفوعةً بسياسات تجارية مثيرة للجدل على غرار ما يطرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يدفع المستثمرين نحو أدوات أكثر استقرارًا، وعلى رأسها الذهب.

 

تحليل المشهد

إن التوقعات المتفائلة حول الذهب لا تعكس فقط أداءه الحالي، بل تشير إلى تغيّر بنيويّ في سلوك المستثمرين تجاه المعدن الأصفر، إذ بات يُنظر إليه كجزء أساسي من تنويع المحافظ الاستثمارية، لا كمجرّد ملاذ تقليديّ موقت.

كما أن التركيز على العوامل الأساسية، مثل العرض والطلب الحقيقيين، يعكس تحولًا في تحليل السوق من الاعتماد على مؤشرات اقتصادية قصيرة الأجل إلى رؤية استراتيجية طويلة الأمد، يشارك فيها اللاعبون الكبار مثل البنوك المركزية ومديرو الصناديق الكبرى.

في المحصّلة، بينما تسود العالم الاقتصادي حالة من الترقب والحذر، يبدو الذهب كما لو أنه ينسج سرديته الخاصة، مرتكزًا على الثقة، والتحوّط، والتنوع. فهل سنشهد بالفعل وصوله إلى عتبة الـ 4,000 دولار؟ قد يبدو ذلك اليوم بعيدًا، لكنه في عالم تملؤه التقلبات، يصبح المعدن الأصفر الرابح الأكبر في لعبة الاقتصاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق