في خطوة جريئة تعكس طموحات نادي الهلال السعودي في مواصلة الهيمنة المحلية والتألق القاري والدولي، كشفت تقارير فرنسية أن إدارة الزعيم دخلت في مفاوضات متقدمة مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي المدير الفني الحالي لنادي إنتر ميلان، لتولي مهمة القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم.

عرض رسمي وخطة مستقبلية

وبحسب ما أوردته صحيفة ليكيب الفرنسية، فإن الهلال قد قدم عرضًا رسميًا يمتد لعامين للمدرب الإيطالي براتب سنوي ضخم يصل إلى 50 مليون يورو، ما يعكس الجدية الكبيرة في إنهاء الصفقة سريعًا، والعرض يعد من بين الأضخم على مستوى التدريب عالميًا، ويظهر رغبة الإدارة الهلالية في جلب اسم كبير قادر على قيادة الفريق في تحدياته المقبلة.

تسعى إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل لحسم ملف المدرب الجديد قبل خوض الفريق مباراته المرتقبة أمام ريال مدريد الإسباني في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية، المقررة يوم 18 يونيو المقبل في مدينة ميامي الأمريكية، وتطمح الإدارة إلى بدء حقبة جديدة بقيادة إنزاجي، والاستفادة من خبراته الكبيرة في الملاعب الأوروبية.

من هو سيموني إنزاجي؟

يعد إنزاجي واحدا من أبرز المدربين في إيطاليا خلال السنوات الأخيرة، إذ حقق نجاحات بارزة مع نادي لاتسيو ثم مع إنتر ميلان، الذي قاده للفوز بعدة ألقاب محلية منها كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي، إلى جانب قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2023 أمام مانشستر سيتي، حيث نال احترام الوسط الرياضي الأوروبي رغم الخسارة.

أسلوب إنزاجي القائم على الانضباط التكتيكي واللعب المباشر جعله من المدربين المطلوبين في عدة أندية أوروبية، ولكن العرض الهلالي يبدو مغريًا من الناحية المالية والمشروع الرياضي، خاصة في ظل بروز الدوري السعودي كوجهة جديدة للمواهب والمدربين العالميين.

ورغم تفاؤل إدارة الهلال بإمكانية إتمام التعاقد مع إنزاجي، إلا أن الصحيفة الفرنسية أشارت إلى أن الهلال قد أعدّ قائمة بديلة من الأسماء تحسبًا لأي تعثر في المفاوضات، ومن أبرز الأسماء البديلة المطروحة كريستوف جالتييه مدرب باريس سان جيرمان السابق والحالي في نادي الدحيل القطري.

الخطة البديلة تعكس حرص الإدارة الزرقاء على عدم ترك الملف مفتوحًا حتى اللحظات الأخيرة، خصوصًا في ظل ضيق الوقت قبل بدء معسكر الإعداد لكأس العالم للأندية.

الهلال يراهن على السمعة والدعم

من الواضح أن الهلال لا يكتفي فقط بجلب لاعبين نجوم كما فعل مع نيمار، مالكوم، وكوليبالي، بل يخطط لبناء منظومة متكاملة تحت إشراف مدرب من طراز عالمي، في إطار مشروع طويل المدى يعزز مكانته كنادي عالمي، ويزيد من فرصة للمنافسة على لقب كأس العالم للأندية.

الصفقة إن تمت، ستكون من بين الأكبر في تاريخ التدريب في الشرق الأوسط، وستشكل نقلة نوعية في مشروع الهلال الذي يسعى لأن يصبح النادي الأقوى في آسيا، والأكثر بروزًا عالميًا.