هاي كورة (تقرير من as)

لم تكن حياة لوكا مودريتش، النجم الكرواتي وأسطورة ريال مدريد، مفروشة بالورود. فقد عاش طفولة مليئة بالمعاناة، لاجئًا في قلب حرب البلقان التي سرقت طفولة آلاف الأبرياء.

رغم تلك البداية القاسية، صنع مودريتش من الألم وقودًا لمستقبل باهر، توّجه اليوم بوداع مؤثر للنادي الذي كتب معه فصول المجد.

بعد 13 عامًا من التألق في صفوف ريال مدريد، أعلن مودريتش رحيله، تاركًا خلفه إرثًا لا يُضاهى: 6 ألقاب دوري أبطال أوروبا، 4 بطولات دوري، 2 كأس ملك، 5 سوبر إسباني، 5 سوبر أوروبي، 5 مونديال أندية، وكأس إنتركونتيننتال، بالإضافة إلى الكرة الذهبية التي كسر بها احتكار ميسي ورونالدو.

طفولة مودريتش لم تكن اعتيادية، حيث وُلد بعد أن قطعت عائلته 60 كيلومترًا هربًا من الخطر، وعاش في فنادق اللاجئين قرب زغرب.

وهناك، بدأ يركل الكرة لأول مرة، في ظل ظروف قاسية شهد خلالها مقتل جده، ومعاناة أسرته.

لكن القدر كان يخبئ له حياة جديدة، ليس فقط في الملاعب، بل أيضًا على الصعيد العاطفي.

فقد التقى ب‍فانيا بوسنيتش، الفتاة الهادئة التي اختارت البقاء بعيدًا عن الأضواء.

تعارفا حين كانت تعمل في وكالة رياضية، وتزوجا عام 2010 بعد ثلاث سنوات من العلاقة.

اليوم، يعيشان مع أطفالهما الثلاثة: إيفانو، إيما، وصوفيا، الذين بدأوا يشقون طريقهم في عالم كرة القدم.هكذا جمع مودريتش بين البطولة في الملعب، والثبات في الحياة.

قصة ملهمة لبطل لم تنسه الأضواء جذوره، ولم تكسره الحرب، بل صقلته.