في عزّ قيظ الصيف ووسط موجات الحر المفاجئة، لم يكن الظلام الذي خيّم على عدد من المناطق مجرد انقطاع عابر للتيار الكهربائي، بل كان ناقوس خطر يدق ليكشف هشاشة بعض نقاط الشبكة الكهربائية في مواجهة الأحمال غير المتوقعة.

وراء الأرقام والبيانات تختبئ أزمة تتداخل فيها حرارة الجو، وسلوكيات المواطنين، ومشكلات فنية باتت تُعرف بـ"النقاط الساخنة"، فماذا يحدث داخل كواليس الكهرباء في مصر؟

هشاشة بعض نقاط الشبكة الكهربائية في مواجهة الأحمال غير المتوقعة

شهدت الأيام الماضية تصاعدًا ملحوظًا في شكاوى المواطنين من انقطاعات مفاجئة للتيار الكهربائي بعدد من المناطق، ما أثار التساؤلات حول عودة سياسة تخفيف الأحمال دون إعلان رسمي. 

مناطق ضعف تظهر بشكل أكثر حدة عند ارتفاع درجات الحرارة

لكن مصدرًا بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة نفى هذه المزاعم، مؤكدًا أن ما حدث يرجع إلى ما يسمى بـ"النقاط الساخنة" في شبكات التوزيع، وهي مناطق ضعف تظهر بشكل أكثر حدة عند ارتفاع درجات الحرارة.

ووفقًا للمصدر، فإن موجة الحر المفاجئة، خاصة في محافظات الصعيد، دفعت ملايين المواطنين إلى تشغيل أجهزة التبريد والتكييف بشكل مكثف، ما أدى إلى تجاوز الاستهلاك الكهربائي حاجز الـ34 ألف ميجاوات، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد. 

شكاوى المواطنين من انقطاعات مفاجئة للتيار الكهربائي

وأشار إلى أن هذا الاستهلاك القياسي شكل ضغطًا على شبكات التوزيع التي تعاني أصلًا من مشكلات مزمنة، أبرزها سرقة التيار، وانتشار البناء العشوائي الذي يخلق أحمالًا إضافية غير مدروسة.

المصدر أضاف أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبًا على أداء المحولات وأجهزة التوزيع، ويزيد من احتمالية الأعطال المفاجئة، خاصة في المناطق التي لم تخضع للصيانة الدورية الكافية.

من جانبه، شدد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال اجتماعاته الأخيرة مع مسؤولي شركات الكهرباء، على ضرورة الإسراع في تنفيذ خطة الوزارة لصيانة وتحديث الشبكات، وضمان استقرار التيار خلال فصل الصيف.

وتشمل الخطة تكثيف أعمال الصيانة، والاستفادة القصوى من مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب مكافحة سرقات التيار وتحسين كفاءة التشغيل باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

كما أشار الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إلى جاهزية فرق صيانة متخصصة للتعامل الفوري مع الأعطال، وضمان استمرارية التغذية الكهربائية، بالتوازي مع الالتزام الكامل بمعايير السلامة واستخدام الوقود بكفاءة.

وبينما تؤكد الوزارة أن الأمور تحت السيطرة، يبقى المواطن في انتظار صيف مستقر كهربائيًا، في ظل التحديات المناخية والطلب المتزايد على الطاقة.