مسرح المخاطر.. بين المعرفة المنهجية ووهم الحوكمة - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرح المخاطر.. بين المعرفة المنهجية ووهم الحوكمة - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 01:35 صباحاً

في المؤسسات الحديثة؛ لا يكاد يخلو تقرير إستراتيجي أو اجتماع قيادي من ذكر «إدارة المخاطر»؛ بوصفها أداة جوهرية في تعزيز الاستدامة والجاهزية، غير أن ما يُمارس تحت هذه اللافتة لا يكون دائماً على قدر التوقعات، فثمة فجوة متنامية بين ما يُخطط على الورق، وما يُنفذ في الواقع، هذه الفجوة نتج عنها ما يعرف بـ«مسرح المخاطر»، إذ تُوجَّه الجهود نحو أنشطة ظاهرها الحوكمة، وباطنها تكرار شكلي لا يسهم في خفض المخاطر الفعلية أو تحسين القرار تحت ظروف عدم اليقين.

من أبرز ملامح هذا «المسرح»؛ الاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل (ChatGPT)، بشكل يوحي بالتقدم الرقمي، لكنه يخفي غياب الوعي أو المعرفة المنهجية بإدارة المخاطر.

تُستخدم هذه الأدوات لإنتاج تقارير أو نماذج بشكل سريع ومبهر، لكنها كثيراً ما تكون خالية من الفهم العميق للسياق المؤسسي أو لآليات تقييم ومعالجة المخاطر، والنتيجة: إنتاج شكلي يُرضي المتطلبات الشكلية، دون تعزيز الحماية الفعلية للمؤسسة، حيث تبدو المؤسسات في «مسرح المخاطر» بأن تُمارس هذه الحالة دون وعي، وذلك عندما تكتفي المؤسسات بممارسات ظاهرية لإدارة المخاطر؛ نماذج مملوءة آلياً، مصفوفات حرارية مجمّلة، تقارير تنتجها أدوات ذكية بلا تدقيق بشري، وورش تدريبية تكرر مفاهيم عامة لا ترتبط بواقع المؤسسة؛ كل ذلك يغذي وهم الحوكمة ويخلق شعوراً زائفاً بالأمان، بينما تظل التهديدات الحقيقية دون معالجة.

ثمة أمور تعرف المؤسسة أنها تطبق مسرح المخاطر:

أولاً: التركيز المفرط على استيفاء النماذج والقوائم دون تحليل واقعي.

ثانياً: تضخم التقارير من دون ترجمتها إلى إجراءات تنفيذية.

ثالثاً: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى دون مراجعة مختصين.

رابعاً: انفصال تام بين أنشطة إدارة المخاطر والعمليات اليومية.

خامساً: غياب قياس الأثر الفعلي للأنشطة الوقائية مما ينتج استنزافاً وهدراً للموارد بإجراءات لا تقلل من المخاطر الواقعية.

سادساً: ثقة غير مبررة (أمان زائف) في تقارير تم توليدها آلياً بلا منهجية علمية.

سابعاً: التأخر في كشف المشكلات وعدم وضوح أولويات المؤسسة في الأزمات.

وللخروج من هذه الدائرة إلى إدارة مخاطر وفق المنهجية العلمية يجب:

أولاً: دمج إدارة المخاطر في صميم صنع القرار.

ثانياً: توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مع إشراف متخصص.

ثالثاً: تحويل الاهتمام من الامتثال إلى القيمة الفعلية.

رابعاً: تشخيص المخاطر بالأساليب العلمية وليس إلى نماذج جاهزة.

خامساً: التقييم بانتظام وربط الإجراءات بالنتائج الفعلية.

سادساً: تمكين ثقافة الوعي بالمخاطر بدلاً من ترسيخ ثقافة الخوف أو الشكلية.

علينا أن نعرف بأنه ليس الخطر في وجود المخاطر، بل في إدارتها بأسلوب غير فعّال، وليس (ChatGPT) هو المشكلة، بل استخدامه دون فهم عميق أو إطار منهجي.

«مسرح المخاطر» لا يحمي المؤسسات من الأزمات، بل يُبطئ الاستجابة لها ويخدع صناع القرار بمؤشرات زائفة. المطلوب:

هو نظام مخاطر علمي وظف التقنية بوعي، ويعزز القدرة على مواجهة المجهول بذكاء ومرونة حقيقية.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مسرح المخاطر.. بين المعرفة المنهجية ووهم الحوكمة - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 01:35 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق