في موقف يجسد معاني النبل والشهامة، تدخل جندي سعودي لإنقاذ عامل يمني من تهمة خطيرة كادت أن تقلب حياته رأسًا على عقب. الحادثة وقعت في أحد متاجر بيع الإكسسوارات بمدينة تبوك، حيث دخلت سيدة منقبة برفقة طفلتها الصغيرة، التي أثارت انتباه الجميع بجمالها وأناقتها البريئة.

بطفولتها العفوية، توجهت الطفلة نحو أحد العمال اليمنيين في المحل، متوسلة إليه أن يمنحها لعبة أعجبتها بعدما رفضت والدتها شرائها. بدافع الإنسانية والطيبة، أمسك العامل بيد الطفلة ليأخذها إلى مكان اللعبة ثم منحها إياها. ولكن، في لحظة لم تكن في الحسبان، انطلقت الأم بالصراخ واتهمت العامل بأنه تحرش بابنتها، وسط حالة من الذهول التام.

لم تكتفِ الأم باتهامها، بل ازدادت حدة الموقف عندما ادعت الطفلة أن العامل حاول تقبيلها، ليصبح العامل فجأة في مأزق خطير، مشدودًا بين مشاعر الرعب والصدمة، وهو يقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يرتكب أي فعل مشين. وبينما تواصل الأم هجومها عليه، خلعت حذاءها وقذفته به، متوعدة إياه بالعقاب الصارم.

عندما ظهر صوت العدالة
وسط الفوضى، وقبل أن تقدم الأم على الاتصال بالشرطة، صدح صوت قوي يأمرها بالتوقف فورًا، ويحذرها من العواقب الوخيمة. استدارت الأم لتجد أمامها جنديًا سعوديًا يتسم بالحزم والصرامة، يخبرها بأنه كان شاهدًا على كل ما حدث، وأنه أدرك الخديعة التي حاولت تدبيرها للإيقاع بالعامل المسكين.

لم يتردد الجندي لحظة في طلب هوية السيدة، ثم أمرها بمغادرة المكان بهدوء، محذرًا إياها من تكرار مثل هذه الأفعال المشينة في أي مكان آخر، وإلا فستدفع الثمن غاليًا. ومع مغادرتها، اندفع العامل نحو الجندي السعودي، يعانقه بحرارة وعيناه مغرورقتان بالدموع، دموع امتنان وفرحة لم يكن يتوقعها.

عمل نبيل يستحق الثناء
لقد ضرب هذا الجندي السعودي مثالًا رائعًا للإنسانية والعدل، وقدم نموذجًا يستحق الإشادة لكل من يرفض الظلم ويقف ضد الافتراءات. فمثل هذه المواقف ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي أعمال عظيمة يُثاب عليها صاحبها في الدنيا والآخرة. فما أعظم إدخال السرور إلى قلب إنسان مظلوم، وما أجمل أن تكون يدًا ترفع عنه الأذى.

يبقى هذا المشهد محفورًا في قلوب اليمنيين داخل المملكة وخارجها، الذين أغرقوا هذا الجندي بالدعوات الصادقة بأن يباركه الله ويسعده في الدنيا والآخرة، ويجزيه خير الجزاء على موقفه النبيل.

تحرشجندي سعوديطفلهعامل يمني