في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة “سينيي إيه آي” الصينية الناشئة عن افتتاح أول عيادة طبية في العالم يتولى إدارتها نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يحمل اسم “دكتور هوا”، وذلك في منطقة الأحساء الشرقية بالمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع مجموعة الموسى الصحية.

ويأتي هذا الإعلان، الذي نشرته وكالة بلومبيرغ، كجزء من مشروع تجريبي يهدف إلى إحداث ثورة في تقديم الخدمات الطبية باستخدام التكنولوجيا المتطورة.

مرحلة تجريبية بمعايير دقيقة لـ “دكتور هوا”

وتعد هذه العيادة، التي تعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي المسمى “دكتور هوا”، في مرحلة تجريبية حاليًا.

وأظهرت الاختبارات الأولية للنموذج معدل خطأ لا يتجاوز 0.3%، وهي نسبة تضاهي أخطاء الأطباء البشريين في الإجراءات الطبية، وفقًا لتصريحات الشركة.

ويشرف على العملية أطباء بشريون لضمان الدقة والسلامة، مع تقديم الخدمات مجانًا لمجموعة محددة من المرضى خلال هذه المرحلة.

اقرأ أيضًا: كيفية التقديم على التقاعد المبكر للمعلمين في السعودية عبر نظام فارس

آلية تشخيص مبتكرة من دكتور هوا

وتعتمد العيادة على أجهزة لوحية تمكن المرضى من التواصل المباشر مع “دكتور هوا”، حيث يقوم المريض بإدخال أعراضه ووصف حالته الصحية.

ويطلب النموذج بعد ذلك إجراء فحوصات أو أشعة إذا لزم الأمر، ويتم تنفيذ هذه الفحوصات بواسطة فنيين بشريين.

وبناءً على النتائج، يقترح النموذج خطة علاجية يراجعها طبيب بشري لم يسبق له مقابلة المريض، للتأكد من سلامتها ودقتها قبل تقديمها للمريض وبدء تنفيذها.

كما يتم إرسال جميع البيانات والقرارات الطبية إلى الجهات التنظيمية في السعودية لمراجعتها، وذلك كجزء من عملية الحصول على التراخيص الرسمية لتشغيل النموذج بشكل كامل.

قدرات دكتور هوا

ويستطيع “دكتور هوا” حاليًا تشخيص 30 مرضًا تنفسيًا، مع خطط لتوسيع قاعدة بياناته لتشمل 50 مرضًا إضافيًا، بما في ذلك الأمراض الجلدية والهضمية، لتغطية نطاق أوسع من الحالات الصحية.

ويتوقع المدير التنفيذي للشركة، تشانغ شاوديان، أن يحصل النموذج على التصاريح اللازمة من الجهات السعودية خلال 18 شهرًا، مما يمهد الطريق لتشغيل العيادة بشكل دائم.

شراكة استراتيجية وخطط التوسع

وتعمل “سينيي إيه آي” بالتعاون مع الحكومة السعودية لتوسيع نطاق هذا النموذج من خلال افتتاح عيادات إضافية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مناطق أخرى بالمملكة خلال الأشهر المقبلة.

وتهدف الشركة إلى تقليص الاعتماد على الأطباء البشريين في الحالات غير الطارئة، مع الإبقاء على المراجعة البشرية كعنصر أساسي في العملية، بالإضافة إلى توفير أطباء جاهزين للتدخل في حالات الطوارئ.

رؤية مستقبلية للرعاية الصحية

ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في دمج الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية، حيث تسعى “سينيي إيه آي” إلى تحسين كفاءة التشخيص والعلاج، مع ضمان مستويات عالية من الدقة والأمان من خلال الإشراف البشري.

وينظر إلى هذه المبادرة كجزء من الجهود العالمية لتطوير الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا، مما قد يُعيد تشكيل مستقبل الخدمات الطبية في المنطقة والعالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط