أطلق جنود من الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، النار في محيط وفد دبلوماسي عربي ودولي قرب مدخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية، في حادثة وصفتها وزارة الخارجية الفلسطينية بـ”العدوان الجبان” وخرق خطير للقانون الدولي.

وكشفت وسائل إعلام فلسطينيية أن إطلاق النار وقع عند البوابة الحديدية على المدخل الشرقي للمخيم، بينما كان الوفد الدبلوماسي، الذي ضم سفراء وممثلين عن 25 دولة من بينها مصر والأردن والصين وفرنسا، يقوم بجولة ميدانية لتفقد آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على المنطقة.

أول تعليق من الخارجية الفلسطينية على استهداف الوفد الدبلوماسي

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادثة، مؤكدة في بيان رسمي أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على الوفد الدبلوماسي الذي رافقه عدد من الصحفيين، أثناء زيارته الميدانية للاطلاع على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في محافظة جنين.

وشدد البيان على أن ما جرى يُعد خرقًا فاضحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تضمن الحماية الكاملة للبعثات الأجنبية، مع تحميل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ما وصفته بـ”الاعتداء المتعمد”.

ودعت الخارجية المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف، إلى اتخاذ مواقف واضحة وإجراءات حازمة تجاه هذه الانتهاكات، التي تعكس – بحسب البيان – استهتارًا غير مسبوق بسيادة دولة فلسطين وبحرمة العمل الدبلوماسي على أراضيها.

أهداف زيارة الوفد الدبلوماسي لـ مخيم جنين

وكان الوفد الدبلوماسي قد بدأ جولته في جنين ضمن خطة أوسع تشمل زيارات ميدانية لمناطق عدة في شمال الضفة الغربية، بهدف رصد آثار العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، والتي أسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية والمباني السكنية، إلى جانب وقوع ضحايا ونزوح آلاف السكان.

وقال وسائل إعلام إن هذه الزيارة تأتي في سياق مشابه للجولة التي نُفذت قبل أيام في مدينة طولكرم، حيث تسعى الجهات الفلسطينية الرسمية إلى توثيق الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، ونقل الصورة كاملة إلى العواصم الدولية عبر ممثليها الدبلوماسيين.

تصريحات دبلوماسية حول الأوضاع في مخيم جنين

من جهته، وصف السفير الأردني لدى فلسطين عصام البدور الزيارة بأنها “خطوة مهمة لدعم سكان جنين”، مضيفًا: “الواقع هنا مؤلم للغاية، وسنواصل تقديم كل أشكال الدعم الممكنة في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

كما أكد السفير المصري إيهاب سليمان أن “حجم الدمار في جنين هائل”، مشددًا على أن هذه الممارسات تنذر بأزمة طويلة الأمد، داعيًا إلى تحرك جدي لدعم المدنيين الفلسطينيين في ظل هذه الظروف الصعبة.

خطة دبلوماسية فلسطينية

بدوره، أوضح أحمد الديك، مستشار وزير الخارجية الفلسطيني، أن هذه الزيارات تأتي ضمن خطة الوزارة لإطلاع العالم على الانتهاكات المتواصلة، مؤكّدًا أن الهدف منها ليس فقط التوثيق بل دفع المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف تتماشى مع القانون الدولي، والضغط على الاحتلال لوقف سياساته العدوانية.

وأشار الديك إلى ضرورة مرافقة هذه الجولات بتحركات عملية تشمل دعمًا إغاثيًا واقتصاديًا عاجلًا للفلسطينيين المتضررين، ووقف الجرائم المتواصلة بحق المدنيين في جنين ومحيطها.

استمرار الاقتحامات في مخيم جنين

وفي سياق موازٍ، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية، حيث شنت قواته منذ فجر اليوم حملة مداهمات واسعة في جنين ونابلس، تخللتها عمليات تفتيش واعتقالات، بالإضافة إلى استخدام فرق هندسية وتفجيرات داخل الأحياء السكنية.

ووذكرت وسائل إعلام أن قوات الاحتلال نفذت اقتحامًا عنيفًا لبلدة قباطية جنوب جنين، شمل اعتقال ما لا يقل عن 20 مواطنًا، ضمن حملة تصعيد متواصلة منذ 121 يومًا، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، ونزوح الآلاف من منازلهم.

اقرا أيضا: خطأ فادح كشف مكانه.. كيف اغتالت إسرائيل محمد السنوار زعيم حماس في غزة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط