نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سِمة الحياء - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 11:14 صباحاً
ريمون مرهج
إختفت سمة الحياء في مجتمعاتنا بعدما كانت دلالة على الوقار والاحترام والنبل، بل غدت أمراً معيباً ونظرة سفيهة لمن يتّصف ويتحلى بها. في الماضي القريب كان الأهل يعلمون أولادهم القيم ومن بينها صفة الحياء والخجل، فعندما يصادفون أحداً يلقون عليه التحية وحينما يتواجدون في حفل مزدحم يتركون المقاعد للأكبر سناً فيبقون واقفين إلا إذا توفرت الأعداد للجميع. في صغرنا كنا كلما التقيت بجدي أقبل يده وأطلب بركته وحينما يتحدث أحدهم ونحن جالسون معه كنا نصغي بصمت وسكون مهيب، فلا نقاطعه أثناء مخاطبته للمجموعة إلا بعد انتهائه من الكلام، فهذه ميزة آداب الحديث بين الناس. كنا ننتظر والدي في المساء أثناء العشاء فلا نبدأ تناول الطعام قبل أن نتلو صلاة الشكر ويمد يده للقمة الأولى. في الماضي القريب كانت الصبية تخجل من الغزل والكلام المعسول ولا تخرج لوحدها في الليل مع رفيقها الشاب والذي كان واجباً عليه ان يزورها في بيت والديها ويطلب السماح منهم للتنزه معاً. بالأمس كان للوالدين الرهبة والاحترام من قبل أولادهما فلا يعلو صوتهم ولا يصرخون في وجه ألأهل، ليس خوفاً بل قناعة مقدسة فيهم بضرورة الرصانة والتقدير لمن ضحوا وتعبوا لأجلهم.
في يومياتنا كانت هناك أمور كثيرة نحيا بها ونمارسها بحياء جميل مهذب تظهر فينا مدى الأخلاق والقيم التي تزين الإنسان في أعماقنا وتميزنا عن باقي المخلوقات في هذا العالم، هي سمات زرعها الخالق فينا لنكون من الصالحين والأخيار في هذه الدنيا فنلقى رضى الله والوالدين علينا ونجني كل ثواب ونِعم.
0 تعليق