كتبت.. آلاء محمدي "خاص بمصر"

أسدلت محكمة النقض المصرية كلمتها الفصل في واحدة من أكثر القضايا التي هزت أركان المجتمع المصري، مؤكدةً بذلك حكم إعدام "قاتلة والدتها" في مصر الطالبة الجامعية "نورهان خليل"، المتهمة بقتل والدتها بدم بارد داخل جدران منزل الأسرة الهادئ في ديسمبر "كانون الأول" 2022.

إعدام "قاتلة والدتها" في مصر

جاء قرار إعدام "قاتلة والدتها" في مصر بشكل نهائي، وهو الذي لا يقبل أي طعن آخر، طويت صفحة مؤلمة أثارت صدمة ورعباً واسعين في الشارع المصري، تاركة وراءها أسئلة عميقة حول دوافع الجريمة وتأثيرها على النسيج الاجتماعي.

وعلى الرغم من محاولات اللحظات الأخيرة لتغيير مسار القدر والتي تجسدت في تقديم الأب المكلوم "خليل"، مستنداً رسمياً أمام هيئة المحكمة خلال جلسة النقض، يعلن فيه تنازله الصريح عن الحق المدني في القضية، آملاً أن يلين هذا التنازل قلوب القضاة ويخفف من مصير ابنته، إلا أن المحكمة اتخذت موقفاً حازماً.

وأكدت المحكمة في بيان شديد اللهجة أن فداحة الجرم المرتكب تتجاوز بكثير حدود العواطف الإنسانية، وأن بشاعة مسرح الجريمة تستدعي حكماً قاطعاً لا يعرف التراجع أو الشفقة، ليتردد صداه في أرجاء البلاد كرسالة صارمة ضد العنف الأسري واستباحة الدماء.

تفاصيل قضية نورهان قاتلة والدتها في مصر

تعود تفاصيل هذه الجريمة المروعة إلى داخل أسوار منزل العائلة، حيث نسجت خيوط مؤامرة شيطانية بين "نورهان" وعشيقها، اتفقت على إزهاق روح الأم بعد أن كشفت الأخيرة عن علاقتهما السرية وهددت بفضح أمرهما أمام الأب، وفي ليلة ظلماء وبينما كانت الأم تغط في نوم عميق، استقبلت الابنة القاتلة شريكها في الجريمة، ليجهز الاثنان على الضحية بوحشية تقشعر لها الأبدان، مستخدمين في تنفيذ فعلتهم أدوات متنوعة تحولت إلى أدوات تعذيب وقتل، من عصا مرشقة بالمسامير الحادة، إلى سكين قاطع، ومطرقة ثقيلة، ولم يكتفيا بذلك.

وأضافا إلى المشهد المروع ماءً مغلياً وكوباً زجاجياً مهشماً، ليتركا خلفهما مسرحاً دامياً يندى له الجبين، من جهتها لم تدخر هيئة الدفاع عن المتهمة وسعاً في محاولة قلب الطاولة، حيث استندت في طعنها أمام محكمة النقض على جملة من الدفوع القانونية، سعت من خلالها إلى إيجاد ثغرات في الحكم الصادر بحق موكلتها، وشملت هذه الدفوع مزاعم حول عدم اكتمال الأركان القانونية للجريمة، ووقوع إخلال بحق الدفاع أثناء سير القضية في مراحلها المختلفة، بالإضافة إلى وجود عيوب جوهرية في تسبيب الحكم واستدلال المحكمة على إدانة المتهمة، وتقدمت هيئة الدفاع بطلب لوقف تنفيذ حكم الإعدام بشكل مؤقت لحين البت النهائي في الطعن، أملاً في إتاحة فرصة أخيرة لمراجعة القضية.

المحكمة ترفض نقض والد قاتلة والدتها

رفضت محكمة النقض جميع هذه الأسباب والدفوع جملة وتفصيلاً، مؤكدة في حيثيات حكمها أن الوقائع المادية للجريمة ثابتة ثبوتاً قاطعاً لا يرقى إليه الشك، وأن الأدلة المقدمة تدين المتهمة بشكل لا يدع مجالاً لأي تأويل أو تخفيف، وبذلك قطعت المحكمة الطريق أمام أي محاولة أخرى لإعادة فتح ملف القضية أو تغيير مسار الحكم، وأصدرت اليوم قرار نهائي بـ إعدام "قاتلة والدتها" في مصر هي وعشيقها في بورسعيد.

وأما بالنسبة للشاب الذي شارك "نورهان" في تنفيذ الجريمة، فقد سبق أن صدر بحقه حكم من محكمة الأحداث بإيداعه إحدى المؤسسات العقابية الإصلاحية، وذلك نظراً لكونه حدثاً وقت ارتكاب الجريمة، ونص الحكم أيضاً على إعادة تقييم موقفه القضائي مرة أخرى فور بلوغه السن القانونية، ليظل مصيره معلقاً حتى ذلك الحين في ظل تساؤلات حول العقوبة التي قد تطاله بعد أن يصبح بالغاً ومسؤولاً قانوناً عن أفعاله.