مصر تستعد لافتتاح أكبر مشروع صوب زراعية في الشرق الأوسط وإفريقيا (صور) - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر تستعد لافتتاح أكبر مشروع صوب زراعية في الشرق الأوسط وإفريقيا (صور) - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 07:12 مساءً

في خطوة جديدة نحو تعزيز الأمن الغذائي والتوسع الزراعي الذكي، يستعد جهاز مستقبل مصر الفترة المقبلة لافتتاح مشروعًا عملاقًا للزراعات المحمية في منطقة اللاهون (صوب اللاهون) بمحافظة الفيوم، ضمن المبادرة القومية للزراعات المحمية. ويُعد هذا المشروع واحدًا من أكبر مجمعات الصوب الزراعية (البيوت المحمية) في الشرق الأوسط وإفريقيا، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي في قلب مصر الوسطى، ومجاورته لشبكات الطرق الحديثة المؤدية إلى موانئ التصدير بالبحر الأحمر مثل العين السخنة والأدبية، ما يمنحه ميزة لوجستية في تسويق المنتجات الزراعية محليًا ودوليًا.

من داخل الصوب الزراعية المصرية بمشروع اللاهون بالفيوم

موقع استراتيجي ومساحة تمتد لـ13 ألف فدان

أُقيم مشروع مزرعة الصوب الزراعية باللاهون على مساحة صحراوية شاسعة تم استصلاحها بالكامل للزراعة، وتُقدّر المساحة الإجمالية للمشروع بنحو 13 ألف فدان وفقًا للبيانات الرسمية. يقع المشروع في منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم، على أطراف دلتا النيل بالقرب من منخفض الفيوم، في موقع تم اختياره بعناية بفضل مناخه المعتدل، وسهولة ربطه بشبكات الطرق القومية الجديدة التي تسهّل الوصول إلى الأسواق الداخلية ومراكز التصدير.

إعلان

2000 صوبة بتقنيات مصرية وإسبانية

يضم المشروع نحو 2000 صوبة زراعية من النوع متوسط التكنولوجيا، تم تصميمها لتلائم طبيعة المناخ المصري. وتتنوع هذه الصوب ما بين وحدات مصنّعة محليًا بأيدي مهندسين وفنيين مصريين، وأخرى بتكنولوجيا إسبانية مستوردة أو مرخصة التصميم. وقد نجحت مصر في تصنيع نموذج محلي يُعرف باسم “الصحوة”، يوفّر نحو 25% من تكلفة الإنشاء مقارنة بالأنظمة المستوردة، ويزيد الإنتاجية داخل الصوبة الواحدة بحوالي 20%.

موقع صوب اللاهون من الأقمار الصناعية في 2021
موقع صوب اللاهون من الأقمار الصناعية في مايو 2025

مقاسات متنوعة وقدرة عالية على التحمل

تتراوح مساحة الصوبة الواحدة في المشروع بين 2.5 إلى 6 أفدنة، ويبلغ متوسط مساحة أغلب الصوب نحو 2.5 فدان. وقد جرى تصميم الهياكل لتحمل ظروف الرياح المحلية بسرعة تصل إلى 120 كم/ساعة، وتحمّل وزني يصل إلى 25 كجم/متر مربع من المحصول دون أن يتأثر الهيكل، مع الالتزام التام بالأكواد الدولية لبناء البيوت المحمية من حيث السلامة والتقنيات البيئية.

المهندس الزراعي مؤمن جلال من داخل أحد الصوب الزراعية أثناء التجهيزات

زراعة ذكية وتوفير كبير في الموارد

تعمل الصوب الزراعية بمنطقة اللاهون بنظم الزراعة الذكية، إذ زُوّدت بأنظمة الري بالتنقيط والتهوية الآلية لضبط درجات الحرارة والرطوبة بما يحقق أعلى كفاءة إنتاجية مع ترشيد كبير في استهلاك المياه والأسمدة. كما تطبق الشركة المُشغلة ممارسات الإدارة المتكاملة للآفات، مع الاعتماد على الزراعة العضوية والبيئات الزراعية الطبيعية لضمان منتج آمن وصحي وخالٍ من متبقيات المبيدات، ما يفتح أمامه أبواب التصدير للأسواق الدولية.

المهندس الزراعي محمود الفقي مع محصول الفلفل الأحمر من إنتاج صوب اللاهون

بنية تحتية متكاملة ومحطات فرز وتبريد على أعلى مستوى

لا يقتصر مشروع صوب اللاهون على إنشاء البيوت المحمية فقط، بل يُعد مجتمعًا زراعيًا متكاملًا بفضل ما يحتويه من بنية تحتية متقدمة تخدم مراحل الإنتاج والتخزين والتوزيع. فقد تم إنشاء محطة حديثة لفرز وتعبئة المنتجات الزراعية بطاقة تصل إلى 800 طن يوميًا، حيث تُستقبل المحاصيل من الصوب، وتُفرز وفق معايير الجودة والحجم، ثم تُعبأ طبقًا للمواصفات العالمية، تمهيدًا لطرحها في الأسواق أو تصديرها إلى الخارج.

محصول الفلفل الأحمر من صوب اللاهون

كما يضم المشروع مخازن تبريد وتجميد ضخمة بسعة إجمالية تبلغ نحو 1800 طن، وهي كفيلة بتخزين كميات تكفي لاستهلاك نحو 2.7 مليون مواطن من الخضروات والفاكهة على مدار العام، بما يعكس حجم الإنتاج الضخم المتوقع من المجمع الزراعي وأهمية هذه المخازن في ضمان استقرار السوق خلال المواسم المختلفة.

محصول الفراولة من صوب اللاهون

محطات رفع مياه وشبكات ري ذكية

يعتمد المشروع على مصدر مياه ثابت من ترعة الجيزاوية، حيث أُنشئت محطة رفع مياه بقدرة 170 ألف متر مكعب يوميًا، تضخ المياه عبر خط ناقل بطول 15 كيلومترًا يصل إلى خزانات استراتيجية داخل الموقع. ومن هذه الخزانات، تتوزع المياه عبر شبكات ري بالتنقيط عالية الكفاءة، مزودة بأنظمة تحكم آلي وأنظمة تسميد دقيقة (Fertigation) لضبط نسب العناصر الغذائية مع مياه الري.

محصول الفلفل الأحمر من إنتاج المشروع الجديد

وتُحقق هذه المنظومة الحديثة ترشيدًا في استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 75 و80% مقارنة بالطرق التقليدية، ما يجعل المشروع نموذجًا للاستدامة الزراعية في ظل التحديات المائية التي تواجهها البلاد.

محطة كهرباء خاصة لضمان استمرارية التشغيل

ولتأمين الطاقة اللازمة لتشغيل الصوب والمرافق، يتضمن المشروع إنشاء محطة كهرباء بقدرة 60 ميجا فولت أمبير (MVA)، تتيح تشغيل أنظمة المناخ والإضاءة والري بشكل دائم. وقد تم مد شبكات توزيع داخلية تغطي جميع مرافق المشروع، بالإضافة إلى مولدات احتياطية لضمان استمرارية العمل دون انقطاع حتى في حالات الطوارئ.

المهندس الزراعي محمود الفقي مع محصول الفلفل الأخضر

مشاتل ومعامل دعم لإنتاج زراعي مستدام

يضم المشروع أيضًا مرافق خدمية داعمة لضمان دورة إنتاج زراعي متكاملة ومستدامة، من بينها مشتل لإنتاج الشتلات عالية الجودة محليًا، يُستخدم لتوفير شتلات المحاصيل الأساسية داخل المشروع بما يضمن الاكتفاء الذاتي من مستلزمات الزراعة. كما يحتوي الموقع على معامل متخصصة لمراقبة جودة التربة والمياه وتحليلها دوريًا، لضمان الالتزام بالمعايير البيئية والإنتاجية، وهو ما يعزز من كفاءة الزراعة ويوفر منتجًا صحيًا وآمنًا للمستهلك المحلي والدولي.

إنتاج ضخم وتنوع كبير في المحاصيل

تم تصميم مشروع صوب اللاهون ليكون قاعدة لإنتاج تشكيلة واسعة من المحاصيل الزراعية على مدار العام، بما يلبي احتياجات السوق المحلي ويعزز فرص التصدير. وتُقدّر الطاقة الإنتاجية المستهدفة بأكثر من 300 ألف طن سنويًا من الخضروات والفاكهة، وهو ما يكفي لتغطية احتياجات نحو 3 ملايين مستهلك سنويًا، مما يمثل دفعة قوية نحو تحقيق الأمن الغذائي في مصر.

اقرأ أيضا.. التوت الأزرق في مصر.. من زراعة محدودة إلى مشروع قومي للتصدير

•الخضروات: تُزرع داخل الصوب أصناف عالية الاستهلاك والقيمة مثل الفلفل الملون (الأحمر، الأصفر، الأخضر)، والطماطم بأنواعها (العنقودية والسلكية والكرزية)، إضافة إلى الفاصوليا الخضراء، والخيار، وغيرها من المحاصيل الخضرية، ما يضمن وفرة في الإنتاج على مدار العام بجودة مرتفعة.

الفراولة من صوب اللاهون

•الفاكهة: يضم المشروع أيضًا زراعة العنب (خاصة أصناف التصدير)،والفراولة والمانجو، والرمان، والموز، إلى جانب أصناف تجريبية مثل التين الإسباني، بهدف تنويع المعروض وتلبية طلبات السوقين المحلي والعالمي.

•النباتات الطبية والعطرية: تُخصص مساحات لزراعة الأعشاب والنباتات ذات القيمة التصديرية مثل البردقوش، واليانسون، والزعتر، والنعناع، والتي تدخل في صناعات الأدوية والتوابل والزيوت، ويُراعى في زراعتها تحقيق أعلى معايير النقاء والجودة.

•زهور القطف للتصدير: لم يغفل المشروع قطاع الزهور، حيث تُنتج بعض الصوب كميات ضخمة من الزهور المُعدة للتصدير مثل القرنفل الأمريكي، والزنبق (ليليوم)، والورد البلدي، وزهور الجلاديوس، مستفيدة من المناخ المصري الملائم لإنتاج زهور بجودة عالمية.

•المحاصيل الحقلية: إلى جانب الزراعات داخل الصوب، يتم استغلال الأراضي المفتوحة في زراعة محاصيل استراتيجية مثل بنجر السكر، والبطاطس، والقمح، والذرة الصفراء، والبصل، والثوم، والبسلة، والجزر، والموالح، ضمن دورة زراعية مدروسة تحقق تكاملًا بين الإنتاج المحمي والحقل المفتوح.

محصول الفلفل الأحمر

ويُطبق المشروع في جميع هذه الزراعات أعلى معايير الجودة الدولية، إذ حصلت منتجاته على شهادة GlobalG.A.P. للممارسات الزراعية الجيدة، ما يؤهله للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والعربية، ويعزز من قيمة المنتج المصري في الأسواق العالمية. كما يمثل تنوع المحاصيل ميزة إستراتيجية لتقليل المخاطر الزراعية وضمان استمرارية الإنتاج طوال العام.

المهندس الزراعي محمود الفقي

نقلة نوعية في الزراعة المصرية

يمثل مشروع “صوب اللاهون” نموذجًا متكاملًا للتنمية الزراعية الحديثة في مصر، حيث يجمع بين التوسع الأفقي في استصلاح الأراضي والتوسع الرأسي باستخدام تقنيات الزراعة الذكية. ومع اقتراب افتتاحه رسميًا، يُتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الأمن الغذائي، وتوفير آلاف فرص العمل لأبناء محافظة الفيوم والمناطق المجاورة، إلى جانب زيادة الصادرات الزراعية ودعم الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.

مشروع الصوب الزراعية باللاهون

وبهذا المشروع، تواصل الدولة المصرية تنفيذ رؤيتها نحو زراعة مستدامة عالية الإنتاجية، ترتكز على التكنولوجيا والكفاءة، بما يضع الزراعة في قلب خطة التنمية الشاملة ويدعم بناء اقتصاد قوي قائم على الإنتاج والتصدير.

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مصر تستعد لافتتاح أكبر مشروع صوب زراعية في الشرق الأوسط وإفريقيا (صور) - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 07:12 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق