تحدّث موقع "أكسيوس" الأميركي عن بلوغ مفاوضات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة بين وفدي حماس وإسرائيل مرحلة حسّاسة ودقيقة، وسط تحذيرات متصاعدة من أن الساعات القادمة ستكون حاسمة لمصير القطاع.

وأفاد مصدر فلسطيني مطّلع على سير المفاوضات أن "رئيس وفد حماس، خليل الحية، دخل المفاوضات بسقف توقعات لا يعكس واقع غزة المنهكة من الحرب والمهددة بعملية عسكرية إسرائيلية واسعة خلال الأيام القادمة".

وبحسب المصدر، فإن الوفد الإسرائيلي أبلغ الوسطاء بشكل واضح أن استمرار المماطلة في الرد من طرف حماس، وخصوصًا من الحية، سيدفع الجيش الإسرائيلي إلى توسيع عملياته العسكرية خلال الساعات المقبلة، بما يشمل مناطق جديدة في وسط وجنوب القطاع.

وكان المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، قد صرّح في وقت سابق لوكالة "فرانس برس" أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد بدأت بالفعل اليوم في الدوحة، من دون شروط مسبقة.

فيما صرّح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، في بيان له، أن "بتوجيه من رئيس الوزراء، يعمل في هذه الساعة فريق التفاوض في الدوحة على استنفاد كل فرصة للتوصل إلى صفقة، سواء وفقًا لمقترح ويتكوف (المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف)، أو في إطار إنهاء القتال، والذي سيشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونفي مقاتلي حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح".

معاناة السكان ومخاوف من المستقبل

في غضون ذلك، يعيش الغزيون منذ أكثر من سنة ونصف تحت وطأة القصف والجوع ونقص المساعدات والمستلزمات الطبية، وسط حصار متواصل يمنع دخول شاحنات الإغاثة، وعمليات قصف على مدار الساعة.

ويخشى محللون من أن يؤدي غياب "الواقعية السياسية" لدى خليل الحية، بالتزامن مع تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إفشال المسار الحالي للمفاوضات، في وقت بات فيه الشارع الغزي يطالب علنًا بإنهاء الحرب بأي وسيلة ممكنة.

ويرى محللون سياسيون فلسطينيون أن إسرائيل تبدو أكثر إصرارًا من أي وقت مضى على توسيع الحرب في قطاع غزة، وهو ما ينعكس بوضوح على المزاج الشعبي لدى سكان القطاع، الذين باتوا يدفعون باتجاه قبول حركة حماس بأي صفقة من شأنها إنهاء الحرب، خوفًا من المزيد من الدمار وسفك الدماء واتساع رقعة المجاعة.

وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 53,000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 110,000 آخرين، وفقًا لتقارير طبية محلية ودولية.

وبحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، فإن نحو 90% من سكان غزة نزحوا من منازلهم، في حين يواجه حوالي 500,000 شخص خطر المجاعة نتيجة الحصار المستمر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.

وفي هذا السياق، حذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، داعيًا إلى السماح الفوري بدخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع.

تهديدات إسرائيلية بالتصعيد

وفي تل أبيب، شدد مسؤولون أمنيون على أن الجيش "جاهز تمامًا" لتصعيد جديد في حال لم يُحرز أي تقدم في ملف الرهائن ووقف إطلاق النار خلال الساعات القليلة المقبلة، ملوّحين بتنفيذ عمليات موسّعة تهدف إلى "كسر إرادة" قيادة حماس في غزة.

وفي هذا السياق، كتب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على منصة "إكس": "حان وقت الحسم... لا مجال لمزيد من الفرص لحماس. كل تأخير يعني مزيدًا من الخطر على جنودنا وعلى الرهائن".