وسط النشاط المتزايد الذي تنتهجه إدارة النادي الأهلي المصري بقيادة محمود الخطيب في الآونة الأخيرة، تسعى الإدارة لتدعيم صفوف الفريق بصفقات من العيار الثقيل استعداداً للمشاركة المنتظرة في كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأميركية.

هذا النشاط أثار موجة من الجدل في الأوساط الكروية المصرية والأفريقية. ومع تصاعد النشاط، ظهرت على الساحة الرياضية داخل مصر وخارجها في القارة الأفريقية آراء تقلل من قيمة النادي، مدعية أنّ اللاعبين الذين انضموا حديثاً فعلوا ذلك لأغراض شخصية، سعياً للمشاركة في هذه البطولة العالمية واستغلالها كمنصة للحصول على فرص احتراف كرة القدم خارجياً، ما أدى إلى وصف الأهلي بـ"بوابة عبور" نحو العالمية.

تلك الانتقادات تعالت بشكل خاص بعد نجاح الأهلي في ضم لاعبين بارزين معروفين بانتمائهم السابق لأندية منافسة، مثل أشرف بن شرقي، نجم الزمالك السابق، وأشرف داري ويحيى عطية الله، الثنائي المغربي الذي تألق مع نادي الوداد واللذين يعتبران من أبناء النادي.

ازداد الجدل احتداماً مع التأكيد على نجاح الأهلي في ضم النجم الأبرز والأهم في نادي الزمالك خلال العقد الأخير أحمد سيد زيزو، بالإضافة إلى التونسي محمد علي بن رمضان، قائد الترجي السابق. هذا إلى جانب تقارير تشير إلى اتصالات لضم مصطفى محمد، لاعب الزمالك السابق والنجم الحالي لنادي نانت الفرنسي.

هذه التحرّكات أثارت الجدل والبعض يقولون إنّ الأهلي يستغل موارده المالية ومشاركته الدولية لجذب لاعبين من فرق منافسة وحرمانهم من أبرز لاعبيهم.

ومع ذلك، فإنّ هذه التحليلات تأتي غالباً كرد فعل طبيعي من مشجعي الفرق الأخرى، والتي تعد جزءاً من المتعة في كرة القدم، وتضيف بُعداً آخر للعبة، لكن الرد عليها يتطلب استعراض المكانة الحقيقية للنادي الأهلي ودوره الريادي في مصر وأفريقيا.

تاريخياً، يحتل النادي الأهلي مكانة خاصة في خريطة كرة القدم الأفريقية والعربية، كونه أكثر الأندية تتويجاً بالألقاب المحلية والقارية، بحصيلة تجاوزت المئة بطولة. هذه الإنجازات جعلت الأهلي وجهة بارزة للاعبين الطامحين لصناعة التاريخ، واستقطاب النجوم من الأندية المنافسة ليس بالأمر الجديد على النادي، بل يمثل امتداداً لتقاليده في تعزيز صفوفه بأفضل اللاعبين.

على مدار العقود الماضية، استطاع الأهلي استقطاب أسماء بارزة من المنافسين رغبة منهم في تحقيق إنجازات غابت عن أنديتهم، من أبرزهم الموهبة الأهم والأفضل حالياً في مصر إمام عاشور، نجم المنافس الأبرز الزمالك الذي انضم إلى القلعة الحمراء في صيف 2023، وبدر بانون إبن الرجاء المغربي وقائده السابق. كذلك، نذكر بيرسي تاو من صن داونز الذي اختار الأهلي على حساب ناديه الأم بعد خوضه تجربة احترافية فاشلة في إنكلترا، إلى جانب علي معلول الذي يُعد أحد أعظم صفقات الأهلي حديثاً والقائد السابق للصفاقسي التونسي الذي تحوّل إلى أيقونة تاريخية داخل القلعة الحمراء.

هذه الأمثلة وغيرها تعكس قوة الأهلي؛ فالنادي يتمتع بجاذبية تاريخية وشعبية تضاهي أكبر أندية العالم. حتى وإن ارتبط الحديث حالياً بالمشاركة في كأس العالم للأندية، فإنّ هذه المرحلة ليست استثناءً في تاريخ الأهلي بقدر ما هي استمراراً طبيعياً لمسيرة ريادية تشكلت على مدى عقود. الفريق الذي لم يكن يوماً مجرّد محطة عابرة للاعبين، بل هو طموح وأمل لكل لاعب يرغب في التألق، ومنصة لصناعة الأبطال والرموز الذين يسطّرون أسماءهم في سجل تاريخ كرة القدم.