كتب .. مصطفى محمود

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن مفهوم الأمن القومي العربي لا يزال بعيدًا عن التحقق بالصورة المأمولة، محذرًا من أن العالم العربي لا يزال عرضة لتهديدات وأطماع خارجية وتدخلات "غير حميدة" في شؤون دوله.

وفي كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية العادية الـ34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، قال أبو الغيط إن بعض الدول العربية مهددة في كيانها ووجودها، وبعضها الآخر يعاني من استقطابات داخلية واحتراب أهلي، مشيرًا إلى أن غياب مفهوم الدولة الوطنية يمثل أحد الأسباب الجذرية للنزاعات والحروب التي تُضعف جدار الأمن القومي العربي.

وتطرق أبو الغيط إلى الوضع الإنساني الكارثي في السودان، واصفًا إياه بأنه "أشد أزمة إنسانية على وجه الأرض"، محذرًا من أن كيان الدولة السودانية ووحدة مؤسساتها الوطنية بات "عرضة لتهديد خطير"، لكنه عبّر عن ثقته في قدرة السودانيين على تجاوز هذه المحنة التاريخية "بدعم عربي في المقام الأول".

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى إصرار جماعة الحوثي على الاستئثار بمقدرات الدولة، معتبرًا أن هذا الانفصال أدى إلى تعميق معاناة الشعب اليمني، مؤكدًا أنه "لن ينصلح الحال إلا بقبول الحوثيين الانخراط في جهد وطني جامع لاستعادة وحدة اليمن".

أما بخصوص ليبيا، فأعرب أبو الغيط عن قلق الجامعة البالغ إزاء التطورات المتسارعة في طرابلس وغرب البلاد، داعيًا إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية الشاملة وإنهاء المرحلة الانتقالية عبر مصالحة حقيقية تمهد الطريق لمستقبل مستقر يستحقه الليبيون.

وفي الملف الصومالي، أكد أبو الغيط دعم الجامعة الكامل للحكومة المركزية في مقديشو في مواجهة التهديدات الأمنية والسياسية المتنوعة، مضيفًا أن “سيادة الصومال خط أحمر لا يجب المساس به”، كما أشار إلى أن سوريا تمر بمرحلة صعبة على طريق بناء مستقبل جديد، مضيفًا: "سنقف مع الشعب السوري وحكومته لتجاوز هذا الوضع"، داعيًا إلى رفع العقوبات الدولية، وخاصة الأميركية، عن دمشق لما له من دور في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز قدرة السوريين على مواجهة التحديات.