خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إنه، بالرغم مما يتم تداوله حول بدء العملية العسكرية الشاملة للاحتلال الإسرائيلي، والتي تحمل اسم "عربات جدعون"، فإن العملية – ورغم ضخامتها وحجم القوات المفترض مشاركتها – لم يُعلن عنها رسميًا لا من قبل الناطق باسم جيش الاحتلال، ولا من خلال تصريح مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد استثمار العمليات العسكرية إعلاميًا لتحقيق مكاسب سياسية.

وأضاف أبو زيد لـ"الأردن 24" أن المؤشرات الميدانية تدل على أن مستوى القصف الجوي لا يزال كثيفًا، خاصة على شمال غزة وتحديدًا في منطقتي بيت لاهيا وتل الزعتر، مشيرًا إلى أن الإعلان الفعلي عن بدء العملية لا يمكن تأكيده ما لم يرتفع مستوى التقدم البري ليصبح أعلى من مستوى القصف الجوي.

وأشار أبو زيد إلى أن الواقع الميداني حتى الآن يمكن وصفه بأنه تهيئة لمحاور قتال برية تمتد من غلاف غزة إلى تل الزعتر، ومحور شمالي باتجاه بيت لاهيا، مع تحضير محور شرقي من منطقة رعيم باتجاه شرق خان يونس. وأضاف أن هذه التحركات تشير إلى نية الاحتلال التحرك على أكثر من محور، شمالي وشرقي، بهدف تعزيز أي اختراق ناجح ودفع السكان نحو النزوح باتجاه منطقة رفح جنوب محور موراغ، ما يعكس تنفيذ خطة التهجير كمرحلة أولى، في محاولة لدفع أكثر من 1.5 مليون نسمة من سكان الشمال والوسط للنزوح، وهو أمر قد يكون صعبًا تحقيقه فعليًا.

كما لفت أبو زيد إلى أن وجود الوفد الإسرائيلي في الدوحة بالتزامن مع الحديث عن "عربات جدعون"، يشير إلى أن الاحتلال لا يزال يرغب في الإبقاء على مسار التفاوض، لكنه يستخدم القوة والنار المفرطة للضغط على المقاومة من أجل تقديم تنازلات.

وختم ابو زيد بالقول: "من المبكر الجزم ببدء العملية فعليًا، لكن يمكن القول إن الاحتلال رفع منسوب التصعيد العسكري والتحضير الميداني، لتهيئة بيئة العمليات البرية والاستثمار فيها سياسيًا ضمن المفاوضات، التي يمكن تقييمها مع مساء اليوم السبت".