أحدثت زيارة الرئيس دونالد ترامب ضجة بين السعوديين هذا الأسبوع وردود فعل متباينة على زيارته للمملكة، حيث استقبله العديد من السعوديين بحفاوة، بينما عبّر آخرون عن آراء أكثر انتقادًا.

كانت أول زيارة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية إلى الرياض، حيث أجرى محادثات رفيعة المستوى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وشخصيات بارزة أخرى، مما سلّط الضوء على العلاقات المتنامية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، أكد خطاب ترامب في منتدى الأعمال السعودي الأمريكي أولوياته الدبلوماسية، حيث أشاد بولي العهد وأعلن عن تحول كبير في السياسة الأمريكية، برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. وبينما وُصفت زيارته بالنجاح الدبلوماسي، تباينت ردود الفعل بين السعوديين، حيث اعتبره البعض شخصية محبوبة وعملية، بينما لم يُعجب آخرون بمواقفه السياسية.

استقبالٌ حافلٌ وضجة بين السعوديين

كان الكثيرون في الرياض متحمسين لزيارة ترامب، حيث أعرب عددٌ من السعوديين عن إعجابهم بنهجه الجريء وما اعتبروه توافقًا مع قيمهم. برز محمد باحارث، وهو مؤثر سعودي في مجال التنمية الذاتية، بين الحشد بقبعته التي تحمل شعار “ترامب 2028″، متحدثًا عن إعجابه بـ”براغماتية ترامب القاسية” وثقته بنفسه.

بالنسبة لباحارث، لاقى أسلوب ترامب الجريء صدىً عميقًا، ويعكس متابعوه على وسائل التواصل الاجتماعي، البالغ عددهم 1.5 مليون، جاذبيته الواسعة.

كما أعرب سعوديون آخرون، مثل فهد اليافعي، بائع الذهب، عن موافقتهم على سياسات ترامب في الشرق الأوسط، بما في ذلك موقفه من سوريا. قال اليافعي: “إنه يفهمنا”، موضحًا أن قيم ترامب، وخاصةً مواقفه الثابتة من القضايا التقليدية، تبدو مألوفة للكثيرين في المملكة المحافظة.

إلمام ترامب بالثقافة السعودية

وجدت خلفية ترامب التجارية ونهجه في الحكم، الذي غالبًا ما طمس الخطوط الفاصلة بين مصالح العائلة وشؤون الدولة، صدىً في المملكة العربية السعودية. تُعرف عائلة آل نهيان الحاكمة في البلاد بروابطها الوثيقة بالأعمال والسياسة، وهو تشابه يجده العديد من السعوديين مألوفًا.

ساهمت تعاملات ترامب التجارية السابقة في المملكة، بما في ذلك استثماراته، في هذا الشعور بالألفة، وكذلك جهوده للتوافق مع القيم المحافظة.

علق أحد السعوديين قائلاً: “إن المزج السلس بين الأعمال والسياسة لدى عائلته هو القاعدة هنا”، مشيرًا إلى أن قراره بالتعامل مع المسؤولين السعوديين بشروط مريحة للمملكة كان علامة على التفاهم المتبادل.

ضجة بين السعوديين: آراء وانتقادات متباينة

على الرغم من الترحيب الحار من بعض الأوساط، لم يكن جميع السعوديين معجبين بسياسات ترامب. انتقد عبد الله العودة، المدير الأول في مركز الشرق الأوسط للديمقراطية، دعم ترامب لولي العهد محمد بن سلمان، متهمًا إياه بتلميع صورة القائد التي شوهتها مخاوف حقوق الإنسان.

وجد الكثيرون في السعودية، وخاصةً أولئك الذين لديهم وجهة نظر أكثر انتقادًا للنظام، خطاب ترامب عن ولي العهد ودعمه للسياسات الاستبدادية أمرًا مثيرًا للقلق.

وكان هناك أيضًا سعوديون أصغر سنًا، مثل نواف العمر، البالغ من العمر 21 عامًا، الذين أعربوا عن تحفظاتهم على مواقف ترامب السابقة، وخاصةً تعليقاته العنصرية خلال ولايته الأولى.

بينما أقرّ بأن سياسات ترامب في الشرق الأوسط بدت أكثر توازناً في ولايته الثانية، إلا أنه لا يزال يشكك في التأثير الاقتصادي الأوسع لسياساته على كل من الولايات المتحدة والمنطقة.

أما آخرون، مثل حسين صالح، البالغ من العمر 23 عامًا، وهو عامل مقهى، فقد اعترضوا على سياسات ترامب الاقتصادية، وخاصةً رسومه الجمركية، التي يعتقدون أنها أضرت بالاقتصاد الأمريكي وعلاقاته الدولية.

اقرأ أيضا.. علاج ثوري لتعديل الجينات يشفي رضيعًا من اضطراب وراثي.. أمل لمرضى الأمراض الوراثية

آراء سعودية حول إرث ترامب في الشرق الأوسط

على الرغم من ردود الفعل المتباينة، أكسب موقف ترامب من الشرق الأوسط احترامًا كبيرًا لدى العديد من السعوديين. وتتوافق سياساته، لا سيما تلك المتعلقة بالمنطقة، مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع للمملكة، بما في ذلك جهود مواجهة النفوذ الإيراني وتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة.

اعتبر البعض إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا “خطوة شجاعة”، ورحب الكثيرون باحتمالية بناء علاقات أكثر استقرارًا في المنطقة.

أكدت زيارة ترامب، بالنسبة للعديد من السعوديين، عمق العلاقات بين البلدين، حتى مع استمرار سياساته وتصريحاته المثيرة للجدل في إثارة مشاعر متباينة. فأسلوبه الدبلوماسي – المباشر والجريء – يجذب أولئك الذين يقدرون الوضوح والبراغماتية، حتى لو لم يتفقوا مع كل جانب من جوانب نهجه.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط