أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد في ختام جولته الخليجية على الأزمة الإنسانية التي تعيشها غزة، وقدم وعدًا بإنهاء المجاعة التي يعاني منها سكان القطاع المحاصر، مشيرًا إلى أن “الكثير من الأمور الإيجابية ستحدث خلال الأسابيع المقبلة”.

هذه التصريحات التي جاءت من أبوظبي وأبوابها تتزامن مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على الأرض، ما يثير تساؤلات حول ما الذي يدور في عقل الرئيس الأمريكي تجاه أزمة غزة، ورؤيته لحل هذه الأزمة المتفاقمة.

أزمة إنسانية حادة في قطاع غزة

في أبوظبي، قال ترامب بصراحة: “سنجد حلاً للوضع في غزة والمجاعة التي تحدث هناك.. كثير من الناس يتضورون جوعًا وسنتولى الاعتناء بالأمر”.

هذا الإعلان جاء في ظل حصار إسرائيلي مشدد على القطاع يمتد لأكثر من شهرين، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

المجاعة التي تحدث عنها ترامب لم تعد مجرد تحذير أو توقع، بل واقع يعيش فيه ملايين الفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون جوعًا شديدًا وافتقارًا إلى المساعدات الإنسانية، وسط غارات مكثفة ومستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي.

تصور ترامب لـ غزة

في تصريحات أخرى أدلى بها من العاصمة القطرية الدوحة، تحدث ترامب عن رؤيته التي يصفها بـ”الجيدة جدًا” لغزة، حيث قال: “لدي تصور لجعل غزة منطقة حرية، وسأكون فخورًا لو امتلكتها الولايات المتحدة”.

هذه التصريحات أعادت إحياء فكرة السيطرة الأميركية المباشرة على القطاع، وهو أمر يثير حفيظة الدول العربية والمجتمع الدولي، الذين رفضوا سابقًا مقترحات تتعلق بتهجير السكان وتحويل غزة إلى منطقة خاضعة لسلطة أجنبية.

ويطرح هذا التصور تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فعليًا لتغيير الوضع الجغرافي والسياسي لغزة من خلال تدخل مباشر أو إدارة مؤقتة، أو إذا كانت هذه مجرد توجهات نظرية لم تُترجم حتى الآن إلى خطوات عملية.

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق وسط فشل المفاوضات

بينما يعد ترامب بوضع حد للأزمة الإنسانية، تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا مكثفًا، حيث كثفت الطائرات والمدفعية غاراتها على مناطق واسعة في القطاع، خاصة شماله، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

وتعكس هذه الهجمات، بحسب مصادر إسرائيلية، رسالة إلى حركة حماس بأن تل أبيب مستعدة لتوسيع العمليات العسكرية، وربما الدخول في هجوم بري واسع إذا فشلت المفاوضات الجارية في قطر لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

في المقابل، تؤكد حركة حماس استعدادها لاتفاق شامل يشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو التي تواصل سياسة التصعيد والحصار.

توتر أمريكي إسرائيلي حول غزة

تصريحات ترامب جاءت في وقت تشهد فيه العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي توترًا ملحوظًا، خاصة بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار، وتضارب المواقف حول كيفية التعامل مع الأزمة في غزة.

ويرى مراقبون أن ترامب يحاول استثمار جولة الخليج للتأكيد على دور أميركي أكبر في الملف الفلسطيني، وربما طرح حلول جديدة قد تغير من معادلة السيطرة على غزة، لكن ذلك يبقى مشروطًا بالمواقف الدولية والإقليمية المعقدة.

ماذا ينتظر غزة بعد تصريحات ترامب؟

القطاع يعيش مأساة إنسانية متصاعدة، والحصار الإسرائيلي المشدد يحول الحياة إلى معاناة يومية. وعود ترامب بإيجاد حلول وإنهاء المجاعة خلال أسابيع تحمل بعض الأمل، لكنها تأتي في ظل غموض كبير حول التفاصيل والآليات.

تطرح تصريحات ترامب العديد من الأسئلة: هل ستتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في إدارة غزة؟ وهل ستتغير السياسة الإسرائيلية في ظل الضغوط الدولية؟ وهل هناك احتمال فعلي لوقف التصعيد وتخفيف المعاناة؟

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه الأزمة، التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين في غزة والمنطقة بأسرها.

اقرأ أيضًا: مخطط جديد لنشر الفوضى في سوريا.. ماذا حدث في القرداحة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط