نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب في الإمارات: تلتقي السياسة بالتكنولوجيا فيتشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 06:19 صباحاً
في قلب منطقة الخليج، تتخذ الإمارات موقعاً استراتيجياً يعزز من تطور علاقاتها مع الولايات المتحدة، حيث تتلاقى السياسة مع الابتكار التكنولوجي في خطوة نحو مستقبل مشترك. وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أبوظبي لم يكن مجرد زيارة عابرة، بل كان بمثابة لحظة فارقة تعكس تحولاً عميقاً في ملامح الشراكة بين البلدين. هذه الزيارة تأتي في وقتٍ تشهد فيه الإمارات تسارعاً غير مسبوق في اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، لتحقق قفزات نوعية في مسارها نحو المستقبل.
من مستهلك إلى منتج للذكاء الاصطناعي
لطالما كانت الإمارات في صدارة الدول التي تبنت الابتكار الرقمي، لكنها اليوم تسير بخطى واثقة لتكون أكثر من مجرد مستهلك للتكنولوجيا العالمية. مع تغير قواعد اللعبة التكنولوجية على الصعيد العالمي، أصبحت الإمارات بيئة خصبة لاحتضان الابتكار الرقمي. إن قرارات إدارة ترامب الأخيرة بإلغاء القيود على تصدير الشرائح الإلكترونية المتقدمة قدّمت للإمارات فرصة جديدة لتعزيز قدراتها التكنولوجية، إذ ستتمكن من استيراد نصف مليون شريحة متطورة سنوياً من شركة "إنفيديا" حتى عام 2027.
هذا التحول في علاقة واشنطن وأبوظبي يعكس استعداد الإمارات لتكون لاعباً رئيسياً في سباق الذكاء الاصطناعي. ومع محطات هامة مثل تأسيس أول وزارة للذكاء الاصطناعي، وإطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تبني الإمارات بنية قوية تدعم دورها المتنامي في إنتاج التكنولوجيا المتطورة، لا استهلاكها فقط.
التكنولوجيا: جسر التواصل بين الإمارات والولايات المتحدة
الزيارة التي يقوم بها ترامب تتجاوز الجوانب السياسية المعتادة، لتفتح أبواب التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. في هذا السياق، شهدت الإمارات في شباط /فبراير 2024 إعلاناً بارزاً بين مجموعة "جي 42" و"مايكروسوفت" عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول"، وهو المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
G 42
كما شهد شهر آذار /مارس 2024 الإعلان عن شراكات مهمة في هذا المجال. فقد أعلنت "بلاك روك" و Global Infrastructure Partners ، التابعة لبلاك روك، و"مايكروسوفت"، عن انضمام "إنفيديا" و"إكس إيه آي" إلى "الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي"، والتي أُعيدت تسميتها لتصبح "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي". تهدف هذه الشراكة إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال عبر المستثمرين والشركات، ما يعزز دور الإمارات كمركز إقليمي للتكنولوجيا المتقدمة.
نحو شراكة استراتيجية مستدامة في الذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي يركز فيه ترامب على تعزيز الشراكات التجارية والسياسية مع دول المنطقة، تبدو الإمارات في قلب هذه التحولات الكبرى. إنها ليست مجرد مركز تجاري، بل أصبحت لاعباً تكنولوجياً متقدماً، يتطلع إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة مثل التعليم والصحة والطاقة.
علاوة على ذلك، أعلنت القابضة الإماراتية و Energy Capital Partners، أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، عن إبرام شراكة لاستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة. هذا التعاون يعكس التناغم بين طموحات الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي.
الفضاء: تعاون إماراتي-أميركي نحو آفاق جديدة
لا تقتصر الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة على الذكاء الاصطناعي فقط. ففي مجال الفضاء، عزز إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021 التعاون العلمي بين البلدين في استكشاف الفضاء. كما تعمل الإمارات في مشروع NASA's Lunar Gateway، حيث ستطور وحدة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، بالإضافة إلى إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر بحلول عام 2030. هذا التعاون العلمي يعكس التزام الإمارات بالابتكار الفضائي، ويؤكد مكانتها كلاعب رئيسي في هذا القطاع الاستراتيجي.
نحو مستقبل مشترك من الابتكار
الزيارة التي يقوم بها ترامب إلى الإمارات هي أكثر من مجرد خطوة دبلوماسية؛ إنها بداية حقبة جديدة من التعاون بين الدولتين، في سبيل تحقيق تقدم مشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي، الفضاء، والطاقة. والواقع أن هذه العلاقة المتنامية لا تمثل فقط توسيعاً للشراكات الاقتصادية، بل هي أيضًا تكريسٌ لأهداف الإمارات في الابتكار الرقمي. على المدى الطويل، يتوقع أن تصبح هذه الشراكة محوراً رئيسياً في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، مثل التغير المناخي، وتحقيق التنمية المستدامة.
الإمارات، بما تمتلكه من بنية تحتية قوية، ورؤية استشرافية للمستقبل، تسير بخطى واثقة نحو التأكيد على مكانتها في الطليعة العالمية للابتكار الرقمي. وها هي اليوم، في ظل هذه الشراكات المميزة، تثبت أنها ليست فقط مستهلكاً للتكنولوجيا، بل لاعب أساسي في صناعة مستقبل الذكاء الاصطناعي.
0 تعليق