تستعد تركيا لتلقي دفعة نوعية في قدراتها الجوية، بعد التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة يفضي إلى تزويد سلاح الجو التركي بـ 40 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون  (Eurofighter Typhoon)، إلى جانب طائرات دعم لوجستي متقدمة، وذلك في إطار صفقة متعددة المحاور يُتوقع أن تبدأ تنفيذها عام 2027.

 40 طائرة مقاتلة طراز يوروفايتر تايفون حتى عام 2028

وتتسلم أنقرة بحسب مصادر مطّلعة 20 طائرة من النسخة T4 في 2027، تليها 20 طائرة إضافية من النسخة الأحدث T5 في 2028.

كما تشمل الصفقة شراء طائرتين مستعملتين من النسخة T1، بالإضافة إلى 12 طائرة نقل عسكري من طراز C-130J Super Hercules، ما يمنح تركيا دفعة لوجستية هامة في العمليات الجوية والنقل التكتيكي.

في بادرة تعكس عمق التعاون الدفاعي بين لندن وأنقرة، وافقت المملكة المتحدة على منح تركيا 28 مقاتلة Eurofighter Typhoon من النسخة T1 ، هذه الطائرات كانت مخصصة للخروج من الخدمة ضمن القوات الجوية الملكية البريطانية، وتمثل إضافة كبيرة لقدرات أنقرة القتالية، رغم عمرها التشغيلي.

رادار Captor-E .. العين الإلكترونية الحديثة

جميع الطائرات الجديدة ستُزوّد برادار  Captor-Eمن نوع AESA، وهو أحد أكثر أنظمة الرادار تطورًا في العالم.

ويتمتع الرادار بقدرة كشف تتجاوز 200 كيلومتر للأهداف الكبيرة، ونحو 160 إلى 185 كيلومترًا لأهداف متوسطة الحجم (مقطع راداري 5 م²).

كما يتيح تتبع ما يصل إلى 20 هدفًا جويًا في وقت واحد وتوجيه الأسلحة نحو الأخطر منها بدقة عالية، مما يعزز فعالية المقاتلات في المعارك متعددة الأطراف.

اقرأ أيضاً.. واشنطن تحت التهديد.. دفاعات الحوثيين كادت تُسقط طائرة شبح أمريكية فوق المنطقة

رد استراتيجي على غياب  F-35

تأتي هذه الصفقة بعد تعثر مشاركة تركيا في برنامج مقاتلة الجيل الخامس F-35 بسبب توتر العلاقات مع واشنطن عقب شراء منظومة S-400 الروسية.

وتُعدّ طائرات “تايفون” خيارًا قويًا لتغطية الفراغ العملياتي في سلاح الجو التركي إلى حين اكتمال مشروع المقاتلة الوطنية  TF-X ( أو TF Kaan)، المتوقع أن يدخل الخدمة خلال العقد القادم.

فيتو ألماني كان يهدد صفقة الـ يوروفايتر تايفون

رغم التقدم، اصطدمت الصفقة بعقبة سياسية كبيرة تمثلت في اعتراض الحكومة الألمانية على بيع مقاتلات يوروفايتر إلى تركيا.

هذا الاعتراض جاء على خلفية ما وصفته برلين بـ”انتهاكات ديمقراطية”، أبرزها اعتقال أكرم إمام أوغلو، زعيم المعارضة البارز، بتهم تعتبرها المعارضة ذات دوافع سياسية.

وصرح مسؤولون ألمان بأن تمرير صفقة تسلح كبيرة في ظل هذه التطورات سيمثل “موافقة ضمنية على انتهاك المعايير الديمقراطية”، وهو موقف أثار استياءًا داخل حلف الناتو وفي أوساط الصناعة الدفاعية الأوروبية، لما له من تبعات على وحدة التحالف الجوي الأوروبي المعروف باسم Eurofighter Consortium، الذي يضم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

سجل معقّد لتصدير السلاح الألماني

الاعتراض الألماني ليس جديدًا، بل يأتي في سياق سياسة طويلة من التقييد في صادرات السلاح. ففي عام 2018، فرضت برلين حظرًا جزئيًا على تسليح السعودية بسبب الحرب في اليمن، ما تسبب في تعطيل شحنات يوروفايتر.

وفي حالة تركيا، أوقفت ألمانيا 11 صفقة تسليح عام 2017 في أعقاب محاولة الانقلاب.

يعكس هذا التوجه الألماني حساسية متزايدة تجاه قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، وإن كان يؤثر سلبًا على شراكات استراتيجية داخل الناتو، وعلى مساعي الدول الأعضاء لتحديث قواتها المسلحة.

بين الطموح السياسي والمصالح العسكرية

تُبرز صفقة “تايفون” التركية مع المملكة المتحدة تحولاً في موازين التعاون الدفاعي الأوروبي، لكنها تكشف أيضًا هشاشة التنسيق داخل الكتلة الغربية عندما تتداخل السياسة مع الأمن، وبينما تسعى أنقرة لتعزيز قدراتها الجوية وتعويض تأخر F-35، تجد نفسها أمام اختبار توازن دقيق بين مصالحها الدفاعية وطموحاتها السياسية.

اقرأ أيضاً.. الهند تكشف تفاصيل “عملية سيندور”.. تشويش دفاعات باكستان الصينية خلال 23 دقيقة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط