زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، قاعدة العديد الجوية، في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك قبل أن يختتم جولته إلى الدولة الصديقة للولايات المتحدة، ويتوجه إلى أبو ظبي في زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة. 

أكبر قاعدة جوية في الشرق الأوسط

وتصنف قاعدة العديد الجوية، على أنها الأكبر في (الشرق الأوسط)، مما يعكس عمق العلاقات بين واشنطن والدوحة، ليس على المستوى التجاري والاستثماري فحسب وإنما العسكري أيضاً، كما أنها كانت منصة لإطلاق الولايات المتحدة العديد من المهام سواء عسكرية أو إنسانية، مثل إرسال مساعدات إغاثية إلى سكان قطاع غزة. 

وبالحديث عن هذه القاعدة، وأهميتها، فبداية تسمي أيضاً بمطار أبو نخلة، وتقع غرب الدوحة وتعد القاعدة موطنًا للعديد من الأصول العسكرية وقوات التحالف. كما تتضمن أيضًا أطول مهبط طائرات في منطقة الخليج.

وفي عام 2000 منحت قطر الولايات المتحدة حق الوصول إلى قاعدة العديد، دون أن يتم توقيع اتفاق، وتولى الأمريكيون إدارة القاعدة في عام 2001. 
وفي عام 2002 وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقية اعترفت رسميًا بوجود الجيش الأمريكي في منشأة العديد.

وتعمل أيضًا كقاعدة رئيسية للقيادة المركزية الأمريكية ومجموعة رقم 83 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. إلى جانب  وجود عدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكمية كافية من المعدات العسكرية المتطورة، تعمل هذه القاعدة كقاعدة رئيسية لمجموعة الاستطلاع الجوي 319، والتي تتكون من قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع. 

دعم جوي واستخباراتي

يقع مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC) في قاعدة العديد الجوية في قطر، ويتولى قيادة العمليات الجوية والتحكم فيها في جميع أنحاء منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، ويغطي منطقة تضم 21 دولة. ويتألف المركز من أقسام وفرق مختلفة، ويقوم بتخطيط ومراقبة وتوجيه مجموعة واسعة من العمليات الجوية، بما في ذلك تنفيذ الطلعات الجوية، والدعم الجوي القريب، والاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، والنقل الجوي، والتزويد بالوقود جوًا، وغيرها. وتم تأسيس المركز بتكلفة 60 مليون دولار أمريكي.

في 2 يناير 2024، ذكرت شبكة CNN أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق لتمديد وجودها العسكري في قاعدة ضخمة في قطر لمدة 10 سنوات أخرى.  المصدر 

مركز حيوي للوجود الأمريكي في المنطقة

وتأسست هذه القاعدة بموجب اتفاقية تعاون دفاعي عام 1996، وأصبحت مركزًا حيويًا للوجود الأمريكي وقدراته في المنطقة. وتُعدّ قاعدة العديد مركزًا استراتيجيًا للقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والقيادة المركزية الأمريكية. تُشرف هاتان القيادتان على جوانب حيوية من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، بدءًا من العمليات الجوية واللوجستية وصولًا إلى جمع المعلومات الاستخبارية ومهام القيادة. كما يُسهّل الموقع الاستراتيجي للقاعدة الانتشار السريع والاستجابة للتهديدات الناشئة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يضمن وجودًا أمريكيًا قويًا ونشطًا في المنطقة.

قاعدة العديد الجوية، تُجسّد الشراكة الراسخة بين الولايات المتحدة وقطر في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة. كما يُؤكد التزام قطر باستضافة القوات الأمريكية دورها كحليف رئيسي في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.

ولعبت قاعدة العديد دورًا محوريًا في شن الولايات المتحدة هجمات ضد تنظيمي داعش في العراق وسوريا والقاعدة. تُعدّ القاعدة نقطة انطلاق للغارات الجوية ومهام الاستطلاع، موفرةً دعمًا بالغ الأهمية لشركاء التحالف. كما يُمكّن موقعها الاستراتيجي من التنسيق الوثيق مع الحلفاء الإقليميين، مما يُعزز فعالية العمليات العسكرية المشتركة وجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية.

كما أن قاعدة العديد كان لها دوراً هاماً في انطلاق القوات الأمريكية والبريطانية خلال حرب العراق. وقد أنشأت القيادة المركزية الأمريكية مقرها في معسكر السيلية قرب الدوحة، مما سلّط الضوء على دور قطر المحوري في تسهيل العمليات العسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة.