من PowerX قصص نجاح شركات لبنانية في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من PowerX قصص نجاح شركات لبنانية في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي - تكنو بلس, اليوم الخميس 15 مايو 2025 01:41 مساءً

في قلب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بلبنان في السنوات الأخيرة، وُلدت قصص نجاح استثنائية لشركات ناشئة استطاعت أن تفرض حضورها في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. قصص تجسّد روح الابتكار والمثابرة رغم الظروف القاهرة، وتقدّم نموذجاً مُلهِماً عن إمكانية تحويل المحن إلى فرص، والبقاء في لبنان والانطلاق منه نحو العالم.

 

Metatron : من فكرة محلية إلى مشروع تكنولوجي إقليمي

في حديث مع سلام نصر، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمجموعة ميتاترون الرقمية، وهي شركة متخصصة بالهندسة الذكية، استعرض تفاصيل قصة نجاح بدأت من رحم الأزمة. يقول: "بدأنا في ظروف صعبة، وقررنا أن تكون نقطة انطلاقنا من لبنان، رغم كل التحديات التي يفرضها الواقع المحلي من غياب للبنى التحتية والدعم الحكومي، لكننا اخترنا أن نبقى، أن نبدع، وأن نُثبت أن الطاقات اللبنانية قادرة على المنافسة".

ويتابع نصر "ميتاترون هي شركة لبنانية ناشئة متخصصة في تطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تغيير طريقة تفاعل الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي عبر ما يُعرف بـ"نقاط تيك"، وهي تقنية من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في هذا المجال. الفريق مؤلف من شباب لبنانيين، جمعوا بين خبرات مختلفة من الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات إلى إدارة الأعمال، ووضعوا نصب أعينهم هدفاً واضحاً: صناعة لبنانية مئة بالمئة تنافس إقليمياً وعالمياً".

ويضيف: "نحن قررنا أن لا نهاجر مثل غيرنا، بل أن نصدر فكرنا ومنتجاتنا من هنا. لبنان مليء بالطاقات، ولكن للأسف، هذه الطاقات تُستنزف في الخارج. حان الوقت لنستثمر بها في الداخل".

 

قمة power x (وكالات)

 

Multilane: قصة نجاح عمرها 15 عاماً

على الجهة الأخرى، تبرز تجربة شركة Multilane، وهي واحدة من أبرز قصص النجاح في قطاع الصناعات التكنولوجية الدقيقة في لبنان. تأسست قبل 15 عاماً، ووضعت هدفاً جريئاً: تصنيع معدات إلكترونية عالية الدقة تُستخدم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، انطلاقاً من لبنان.

يقع مقر الشركة في حومال، ضمن "حومال تكنولوجي بارك"، ويعمل فيها اليوم نحو 350 موظفاً. تنتج الشركة شهرياً نحو 30 ألف قطعة إلكترونية تحمل بكل فخر شعار "Made in Lebanon"، وتُصدرها إلى أسواق عالمية كالصين، اليابان، الولايات المتحدة وأوروبا، ويتم استخدامها من قبل شركات ضخمة مثل AWS وOpenAI.

ويوضح فادي ضو، الرئيس التنفيذي لشركة Multilane،  في حديثه لـ"النهار" أنّ: "ما نصنعه هنا في لبنان يُنافس ما تنتجه مصانع في الصين والهند والمكسيك. كل شيء يتم محلياً: التصميم، التطوير، التصنيع وحتى التصدير، بأيدي مهندسين وتقنيين لبنانيين".

ورغم غياب الدعم الحكومي الكافي، يرى أن الأفق مفتوح بعد صدور قانون جديد منذ أسابيع قليلة من مجلس النواب اللبناني، يُتوقّع أن يغيّر البيئة القانونية للصناعة التكنولوجية ويُعطي لبنان القدرة الحقيقية على المنافسة العالمية.

 

لبنان قادر على المنافسة... إذا توافرت الإرادة والدعم

الرسالة التي توجّهها هذه الشركات واضحة: لبنان قادر على المنافسة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فالعامل اللبناني اليوم يتقاضى أجراً أقل من نظيره الصيني، والمهندس اللبناني يملك من الكفاءة والمرونة ما يُمكّنه من الإبداع في أصعب الظروف.

لكن الواقع ما زال يتطلب إصلاحات جذرية. إذ يطالب رواد الأعمال الدولة اللبنانية بالإسراع في تنفيذ المراسيم التطبيقية للقوانين الجديدة، وتهيئة بيئة محفّزة للاستثمار، لتشجيع رأس المال الأجنبي، وإعادة الكفاءات اللبنانية المهاجرة إلى وطنها الأم.

 

دعوة للاستثمار في العقول

لبنان لا يعاني من نقص في الموارد البشرية، بل يزخر بخريجين في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والهندسة، لكن ما ينقصه هو الدعم والاستثمار في هذه العقول.

إن قصة  Metatron وMultilane ليست مجرد نجاح تجاري، بل هي إثبات حيّ على أن الاستثمار في العقول يمكن أن يكون بديلاً واقعياً عن الاعتماد على المساعدات والهجرة. هما شركتان فتحتا آفاقاً جديدة للاقتصاد اللبناني خارج الأطر التقليدية، وأسستا لنموذج اقتصادي مبني على المعرفة والتكنولوجيا.

 

قصص النجاح اللبنانية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هي رسائل أمل وسط الأزمات. رسائل تقول إن الإرادة الصلبة والعقل المبدع يمكن أن يصنعا المعجزات، حتى من قلب العتمة. وما تحتاجه هذه النماذج هو الدعم، والاعتراف بها كركائز للاقتصاد الجديد الذي يمكن أن يُخرج لبنان من أزماته المزمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق