كتب – محمود طلبة

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مسؤولين في إدارته ومنطقة الشرق الأوسط، بإعلانه خلال زيارته إلى السعودية يوم الثلاثاء عن نيته رفع كافة العقوبات المفروضة على سوريا، وهو قرار غير متوقع أثار حالة من الارتباك داخل دوائر صنع القرار الأميركية.

وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن أربعة مصادر مطلعة تفاجأ كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الأميركية بهذا الإعلان إذ لم يكن هناك أي تحضير مسبق أو تعليمات رسمية صادرة من البيت الأبيض تتعلق بإلغاء العقوبات التي فرضت على سوريا على مدى عقود.

وأكد أحد كبار المسؤولين الأميركيين أن البيت الأبيض لم يرسل أي توجيه أو مذكرة لمسؤولي العقوبات في الوزارتين للاستعداد لأي تغيير أو تخفيف، ولم يلمح إلى نية الرئيس في الإعلان عن ذلك بشكل مفاجئ.

قرارات عفوية من ترامب

وتكرر هذا التصرف مع إعلان ترمب حيث اتسم القرار بالعفوية والدرامية، وهي سمة متكررة في سياساته التي غالبا ما تصدم الحلفاء والمسؤولين التنفيذيين على حد سواء.

وبعد الإعلان وجد المسؤولون أنفسهم في حالة من الحيرة وعدم الوضوح حول كيفية تنفيذ رفع العقوبات، وما هي الحزم التي ستشملها الخطوة ومتى سيتم البدء في تطبيقها عمليا.

وظلت الجهات المعنية في وزارتي الخارجية والخزانة، غير قادرة على رسم خطوة واضحة للإجراءات المقبلة، وذلك حتى موعد لقاء ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية يوم الأربعاء.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين، إن الجميع يحاول فهم كيفية التنفيذ في إشارة إلى المفاجأة التي صاحبت القرار.

الإطاحة بنظام بشار الأسد

ويأتي هذا الإعلان بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد العام الماضي، حيث عملت وزارتي الخارجية والخزانة على إعداد تقارير وخيارات متعددة لتوجيه الحكومة الأميركية حول احتمالية رفع العقوبات عن سوريا، إذا ما قررت الإدارة ذلك.

وكانت هناك نقاشات مستمرة على مدار أشهر بين كبار المسؤولين في البيت الأبيض والأمن القومي إضافة إلى بعض أعضاء الكونغرس، حول مدى جدوى تخفيف العقوبات خصوصا بالنظر إلى العلاقة السابقة للرئيس الشرع بتنظيم القاعدة، رغم أن هذا الارتباط قد انتهى عام 2016.