أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من الجدل خلال زيارته للسعودية بعد امتناعه عن تناول القهوة السعودية التقليدية، رغم تقديمها ضمن مراسم الضيافة الرسمية في قصر اليمامة بالرياض.

هذا التصرف أثار تساؤلات عديدة حول دوافعه، خاصة وأن القهوة تُعد جزءًا أساسيًا من بروتوكولات الاستقبال في المملكة، وقد شارك فيها جميع الحاضرين، بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وفيما كان الحضور يتناولون القهوة السعودية المقدّمة كجزء من البروتوكول، اكتفى ترامب بالمصافحة والحديث مع المسؤولين دون أن يتناولها ما أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل.

ترامب لا يتناول عن الكافين والكحول

بحسب تقارير فإن رفض ترامب شرب القهوة ليس بالأمر الجديد، بل يأتي انسجامًا مع أسلوب حياة اختاره منذ سنوات طويلة، فقد صرّح مرارًا في مقابلات صحفية بأنه لا يشرب القهوة ولا الكحول، ولا يدخن السجائر، مؤكدًا أنه لم يجرّب أيًّا منها طوال حياته.

وفي مقابلة مع شبكة CNN عام 2011، قال بوضوح: “لم أتعاطَ المخدرات، ولم أدخن السجائر، ولم أشرب القهوة”، هذه العادات الشخصية التي يتبعها ترامب ليست مجرد قرار عابر، بل نابعة من تجربة أسرية مؤثرة.

علاقة وفاة شقيق ترامب برفض القهوة السعودية

وفق CNN فإن أحد أبرز الدوافع التي شكلت ملامح هذا النمط الحياتي الصارم هو وفاة شقيقه الأكبر “فريد ترامب الابن”، الذي توفي بسبب إدمانه الكحول.

وقد أثرت هذه الحادثة بشكل عميق في شخصية ترامب، ودفعته إلى اتخاذ موقف صارم ضد أي نوع من المؤثرات، سواء كانت قانونية أو غير قانونية، لذلك، لطالما نصح أبناءه بالابتعاد عن الكحول والقهوة والسجائر، معتبرًا أن الوقاية من هذه العادات تساهم في حياة أكثر انضباطًا وصحة.

الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وأمريكا

خلال الزيارة التي وُصفت بالاستثنائية، استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي ترامب بمراسم رسمية في قصر اليمامة، حيث عُزف السلامان الوطنيان، واستُعرض حرس الشرف، ورافقت الخيول العربية الموكب الرئاسي.

وعلى هامش الزيارة، وقّع الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، في خطوة وُصفت بأنها تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الخليجية–الأمريكية، في ظل التغيرات المتسارعة في المنطقة والتوازنات الإقليمية والدولية.

زيارة تاريخية

وتُعد هذه الزيارة، التي تستمر أربعة أيام وتشمل أيضًا الإمارات وقطر، الأولى للرئيس ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

وتأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث يعيد النظام الدولي ترتيب أولوياته، وتبرز دول الخليج بوصفها لاعبين أساسيين في المعادلة الإقليمية، خصوصًا مع تصاعد الأزمات في غزة واليمن وسوريا، واستمرار محاولات إعادة التموضع الأمريكي في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا

بعد تلميحات ترامب.. هل اقتربت سوريا من عبور أزمة العقوبات؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط