نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب في السعودية وبجعبته حلول للمنطقة... واستثمارات وتطبيع! - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 07:39 مساءً
زيارة تاريخية بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية، ومن المرتقب أن يستكملها في الإمارات وقطر، لتكون الجولة الخارجية الأولى المخطط لها خلال ولايته الثانية، مكرّراً تجربة الولاية الأولى، مانحاً الخليج العربي رمزية استثنائية ومكانة متقدمة في خطط الإدارة الأميركية، انطلاقاً من الأدوار السياسية والاقتصادية والأمنية التي تؤديها الدول الخليجية.
واستهل ترامب زيارته إلى السعودية بلقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الديوان الملكي، وعقد مباحثات معه ثم انتقل بعدها إلى منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، حيث التقى رجال أعمال وبحث ملفات مرتبطة بالاستثمارات.
ويقول الباحث والكاتب السياسي السعودي علي الخشيبان، لـ"النهار"، إن الرياض تأمل في أن تحقق لها زيارة ترامب إنجاز تكامل اقتصادي في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، وشراكة في تطوير الطاقة وخاصة النووية السلمية، إضافة إلى شراكة عسكرية وأمنية غير مسبوقة، مع العلم أن "رؤية 2030" السعودية "تتقاطع" مع اتجاهات ترامب في الاقتصاد.
ترامب وبن سلمان في المطار (أ ف ب).
وعلى أهمية الاستثمارات التجارية بالنسبة للطرفين، إلّا أن ملفات استراتيجية هي أطباق رئيسية على طاولة ترامب في السعودية، على رأسها تطورات المنطقة من البحر الأحمر إلى غزة وما بينهما وعلى يمينهما ويسارهما من قضايا دولية محورية كسوريا والسودان، إضافة إلى إيران وبرنامجها النووي، والأمن الإقليمي والتعاون الدفاعي، والتكنولوجيا، والطاقة التقليدية والمتجدّدة.
سالم اليامي، الكاتب والباحث السعودي المتخصص في الشأن الدولي يتحدّث عن الملفات الإقليمية التي سيبحثها ترامب في السعودية، ويشير إلى "فرصة حل أو النظر" بهذه القضايا "التي لم تتمكن المنطقة من حلها"، وعلى رأسها قضية غزّة "الضاغطة"، إضافة إلى ملفات سوريا واليمن ولبنان والسودان، خصوصاً وأن الولايات المتحدة "قادرة على المساعدة أو المشاركة" في حل المعضلات.
ويتحدّث اليامي، لـ"النهار"، عن عوامل ومعايير نجاح المحادثات المرتبطة بالقضايا الإقليمية، وعلى رأسها "كيفية تعامل" الإدارة الأميركية مع هذه الملفات، و"الفوائد" التي سيحققها ترامب من إيجاد الحلول لها، وبتقدير الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، فإن حلّ المشكلات سيحمل بُعداً إيجابياً للولايات المتحدة، فيما يُبدي ترامب حماسة للحلول التي تضمن له تحقيق مصالحه.
استثمارات ضخمة
وسبقت زيارة ترامب جولات مكوكية قام بها أبناؤه، الذين يرأسون مؤسسة ترامب، جابوا خلالها الدول الخليجية، لتمهيد الطريق أمام صفقات تجارية واستثمارية ضخمة. وظهر دونالد الابن وإريك ترامب في فعاليات في المنطقة للترويج لصفقات تشمل المشاريع السياحية والعملات المشفرة.
وزار إريك مركز مؤتمرات في دبي وتحدث عن خطط مؤسسة ترامب لبناء فندق وبرج سكني من 80 طابقاً، وقبل أسبوعين، أبرم اتفاقية لبناء نادي ترامب الدولي للغولف في سميسمة القطرية، بتكلفة 5.5 مليارات دولار، وهو "مجتمع شاطئي فاخر للغاية"، قالت الشركة إنه سيضم ملعب غولف من 18 حفرة وفللًا فاخرة تحمل اسم ترامب، وفق الصحيفة الأميركية نفسها.
اليامي ينطلق من مبدأ "الاقتصاد عصب السياسة ومجرى النهر التي تعوم فيه قوارب السياسة"، ويشير إلى عقلية ترامب القائمة على "الصفقات والأعمال"، ليتحدث عن الحيز الاقتصادي – الاستثماري للزيارة بضوء حضور رجال أعمال أميركيين وسعوديين، وبتقديره، الاستثمارات "مفيدة" ودول الخليج "منفتحة" عليها.
التطبيع مطروح... ولكن
ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل من المتوقع أن يكون قد اتخذ حيزاً واسعاً خلال المحادثات الثنائية بين ترامب وبن سلمان، وإن كان مؤجلاً في ضوء استمرار الحرب في غزّة وتصاعد وتيرتها وتوتر العلاقات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلّا أنه ملف استراتيجي بعيد الأمد يحتاج ترامب لإنجازه.
ويشير اليامي إلى أهمية هذا الملف، وخصوصاً بالنسبة لترامب، لأنّه "سيحقق له إنجازاً داخلياً ودولياً كبيراً". وبرأيه، فإن السعودية تعتبر هذا الملف عربياً إسلامياً إسرائيلياً دولياً، وقد يكون باباً لتحقيق "الأمن والاستقرار" في المنطقة، لكنها عند شرطها، وهو إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967 عاصمتها القدس "بشكل مختلف عن السلطة الفلسطينية".
في المحصلة، فإن الزيارة "التاريخية" التي يقوم بها ترامب إلى السعودية من المرتقب أن تحدّد مسارات المنطقة المستقبلية، وتضع الحلول لبعض المعضلات على السكك، لكن ذلك لن يعني طي صفقة وفتح صفحة جديدة، لأن المشكلات العميقة والجذرية تحتاج إلى مشوار عمل طويل، وستكون الأنظار متجهة إلى استكمال هذا الجهد الدولي.
0 تعليق