في خطوة تصعيدية لافتة ضمن سياق التوترات الجوية المتنامية بين الهند وباكستان، كشف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، خلال مؤتمر صحفي رسمي، عن تسجيلات صوتية قال: إنها تُوثِّق لحظة إسقاط مقاتلات تابعة لسلاح الجو الهندي، بينها طائرات “رافال”، وذلك خلال مواجهات جوية وقعت في ليلة السادس إلى السابع من مايو الجاري.

قائد تشكيل طائرات هندي: انفجار في الجو!

وبحسب التسجيلات التي بثتها القوات الجوية الباكستانية، سُمع قائد التشكيل الهندي وهو يجري نداءات تفقدية لأفراد سربه، قبل أن يقطع الاتصال صوت طيار آخر ينادي بلهجة مضطربة: “انفجار في الجو!”، في ما اعتُبر إشارة واضحة إلى تعرّض إحدى المقاتلات لضربة مباشرة خلال المهمة.

الهند ترفض إصدار أية بيانات حتى الآن

ورغم الزخم الإعلامي الذي أثارته هذه التصريحات، لم تُصدر وزارة الدفاع الهندية حتى اللحظة أي بيان رسمي لتأكيد أو نفي ما ورد في الرواية الباكستانية، ما أضفى مزيدًا من الغموض على طبيعة الحادث وحجمه.

الهجوم الجوي وقع فوق “خط السيطرة” الفاصل في إقليم كشمير المتنازع عليه، في تصعيد هو الأعنف منذ سنوات في هذه الجبهة المتوترة. ووفقاً للجانب الباكستاني، فإن الطائرات الهندية، ومن بينها مقاتلات “رافال” الفرنسية الصنع، كانت تنفذ مهمة استطلاع أو ضربة عبر الحدود، قبل أن يتم رصدها واعتراضها من قبل مقاتلات باكستانية يُعتقد أنها من طراز “JF-17 Block 3” أو “J-10C”، المزودة برادارات AESA المتطورة وصواريخ PL-15 بعيدة المدى.

وخلال المواجهة، أعلنت باكستان أنها استخدمت صواريخ جو-جو تطلق من خارج مدى الرؤية (BVR) ضد التشكيل الهندي، مؤكدة أن الهجوم أسفر عن إسقاط خمس طائرات، من ضمنها ثلاث مقاتلات “رافال”.

إذا ما ثبتت صحة هذه الرواية، فستكون هذه أول مرة تُسقط فيها مقاتلة من طراز “رافال” في قتال جوي مباشر، وهو ما سيطرح تساؤلات جدية حول أداء منظومة الحماية الإلكترونية “SPECTRA”، التي تُعد من أبرز أنظمة الدفاع الذاتي في هذه الطائرة المتطورة.

عدم عرض صور لحطام الطائرات أو أي مشاهد من عمليات البحث والإنقاذ، وغياب تعليق هندي رسمي، يعمّقان الغموض، فيما تتزايد المخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة.

اقرأ أيضًا: بولندا تتسلم 19 دبابة أبرامز أمريكية جديدة ضمن صفقة الـ4.75 مليار دولار

طبيعة الاشتباك

المواجهة التي جرت فوق “خط السيطرة” تعكس تصعيداً غير تقليدي من حيث طبيعة التشكيلات والأسلحة المستخدمة. مشاركة طائرات “رافال”، التي تُعد من أحدث ما في الترسانة الهندية، يشير إلى تطور في المهام الجوية الهندية نحو استخدام مقاتلات التفوق الجوي متعددة المهام في الأدوار الهجومية أو الاستطلاعية.

للاستماع إلى التسجيل الصوتي اضغط هنا 

التكنولوجيا في الميزان

الاشتباك يُظهر صراعاً بين مقاتلات غربية متطورة ومقاتلات صينية حديثة. استخدام باكستان لصواريخ PL-15، وهي صواريخ بعيدة المدى من فئة BVR، يبرز ميزة التفوق النيراني الصيني، خاصة في بيئات الاشتباك ما وراء الأفق، والتي قد تكون نقطة ضعف لمنظومات الدفاع النشط مثل “SPECTRA” على الرافال.

البعد التكتيكي

الاعتراض تم على ما يبدو من مسافة بعيدة باستخدام رادارات AESA من الجيل الحديث، مما يُضعف من قدرة الطيارين الهنود على المناورة أو التملص، خصوصًا إن تم إطلاق أكثر من صاروخ بتوجيه متعدد ضد التشكيل.

الرسائل الاستراتيجية

من وجهة نظر باكستان، فإن إسقاط مقاتلات رافال يوجّه رسائل متعددة للهند وللمجتمع الدولي. الأولى تتعلق بقدرتها على التصدي لأحدث التقنيات الغربية، والثانية تهدف إلى إظهار فعالية السلاح الصيني في بيئة المواجهات عالية الكثافة.

التداعيات العسكرية

عسكرياً: من المرجح أن تدفع هذه المواجهة الهند إلى مراجعة تكتيكات استخدام مقاتلات “رافال”، وربما تطوير إضافي لنظام “SPECTRA”.

استراتيجياً: قد يفتح ذلك الباب أمام تغيّر موازين القوى الجوية في جنوب آسيا، ويدفع الهند إلى تسريع برامج التحديث الجوي الأخرى، وربما التوسع في الشراكات الدفاعية.

صناعياً: إسقاط رافال، إن تأكد، قد يؤثر على سمعة المقاتلة الفرنسية في أسواق التسلح العالمية، ويمنح دفعة إضافية للسلاح الصيني في الأسواق النامية.

اقرأ أيضًا: الجيش الروسي يتسلّم دفعة جديدة من مقاتلات “سو-35 إس” بسرعة 2.25 ماخ

نسخ الرابط تم نسخ الرابط