تتوقع شركة "أرامكو" السعودية أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط المستوى التاريخي الذي بلغه العام الماضي، وفقًا لما صرّح به زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين بالشركة. وأشار المرشد إلى أن خطط "أرامكو" لتعزيز وجودها في قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق تمضي بشكل "ممتاز"، رغم التحديات التي تشهدها الأسواق العالمية.

وبحسب التقرير السنوي الصادر عن الشركة في مارس الماضي، والذي استند إلى تقديرات "إس أند بي غلوبال"، فقد بلغ الطلب العالمي على النفط خلال العام 2023 نحو 104.8 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 2020. بينما قدرت منظمة "أوبك" الطلب بنحو 103.75 مليون برميل يوميًا، وتوقعت أن يصل إلى 105.05 مليون برميل يوميًا في عام 2025، بزيادة سنوية قدرها 1.25%.

نتائج فصلية قوية رغم تراجع الدخل

أعلنت "أرامكو" صباح اليوم عن نتائج أعمال فصلية فاقت توقعات المحللين، على الرغم من تراجع صافي الدخل في الربع الأول بنسبة 4.6% ليصل إلى 97.54 مليار ريال، نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل واستمرار انخفاض أسعار النفط. ورغم التذبذب العالي والضبابية في الأسواق العالمية، أشار المرشد خلال مقابلة مع قناة "الإخبارية" إلى أن التوقعات تشير إلى استمرار نمو الطلب هذا العام بمعدلات مماثلة لما شهدته السنوات الأربع الماضية منذ جائحة كورونا.

وأوضح المرشد أن لدى "أرامكو" طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا، مشيرًا إلى أن تفعيل هذه الطاقة يتطلب تكاليف "قليلة نسبيًا". ولفت إلى أن كل مليون برميل من هذه الطاقة يمكن أن يضيف ما يقارب 43 مليار ريال إلى صافي الدخل السنوي، بناءً على متوسط أسعار الربع الأول، ما يعادل زيادة تقارب 11% مقارنة بصافي الدخل المتوقع لعام 2024.

إيرادات ونفقات رأسمالية ثابتة في الربع الأول

ارتفعت إيرادات "أرامكو"، أكبر منتج للنفط في العالم، بنسبة تقارب 1% لتصل إلى 405.65 مليار ريال، وهي أقل قليلًا من توقعات المحللين التي بلغت 409.742 مليار ريال. فيما بلغت النفقات الرأسمالية للشركة خلال الربع الأول من عام 2025 نحو 47.1 مليار ريال.

تركيز على قطاع التكرير والبتروكيماويات

رغم انخفاض هوامش أرباح قطاعي التكرير والبتروكيماويات خلال العامين الماضيين، أكد المرشد أن خطط "أرامكو" للنمو في هذين القطاعين بالإضافة إلى التسويق، تمضي على نحو سليم. وتوقع أن تضيف هذه الأنشطة ما بين 30 إلى 38 مليار ريال سنويًا من التدفقات النقدية التشغيلية بحلول عام 2030.

كما أشار إلى أن لدى "أرامكو" طموحًا كبيرًا لتطوير استراتيجية تحويل السوائل إلى كيمياويات، بهدف تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد المباشر على النفط الخام. وفي هذا الإطار، تستهدف الشركة تحويل ما يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميًا من النفط الخام إلى بتروكيماويات بحلول 2030.

وأوضح المرشد أن الخطة تهدف إلى تعزيز التنافسية من خلال تحقيق توازن بين منتجات التكرير والبتروكيماويات، إلى جانب التكامل مع شبكة "أرامكو" المتنامية للتشحيم والبيع بالتجزئة. وأضاف أن قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق استخدم نحو 56% من إنتاج "أرامكو" من النفط الخام خلال الربع الأول.

مشاريع استراتيجية لرفع الطاقة الإنتاجية

في قطاع النفط والغاز، أكد المرشد أن "أرامكو" تسير وفق المخطط لتعزيز الأداء المالي لقطاع التنقيب والإنتاج، حيث يُتوقع الانتهاء من مشاريع رفع الطاقة الإنتاجية في حقلي المرجان والبري، بالإضافة إلى المرحلة الأولى من حقل الدمام، خلال العام الجاري.

وأشار إلى أن بدء الإنتاج في المرحلة الأولى من حقل الجافورة متوقع خلال الأشهر القليلة المقبلة، بينما تعمل الشركة على استكمال عمليات الإنشاء والتشغيل لمعمل رأس تناقيب هذا العام.

زيادة ضخمة مرتقبة في إنتاج الغاز بحلول 2030

تستهدف "أرامكو" رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بمستويات عام 2021، لتضيف بذلك ما يتراوح بين 33 إلى 38 مليار ريال سنويًا من التدفقات النقدية التشغيلية بحلول عام 2030. وتطمح المملكة إلى الوصول بإنتاج الغاز إلى 21.3 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول نهاية العقد، مقارنة بـ13.5 مليار قدم مكعب حاليًا، بحسب ما صرّح به وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في تصريحات سابقة.