نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنذار إسرائيلي أخير لـ"حماس": العدّ التنازلي لـ"عربات جدعون" بدأ - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 04:42 مساءً
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، تستكمل إسرائيل استعداداتها لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "عربات جدعون". وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن استدعاء لواءي احتياط إضافيين (مشاة ومدرعات)، لينضمّا إلى ثلاثة ألوية احتياطية أخرى تم تجنيدها خلال الأسبوع الماضي، بهدف توسيع نطاق الحرب.
ورغم استدعاء آلاف الجنود في الأيام الأخيرة، فإنهم لا يزالون يشكّلون جزءاً صغيراً من منظومة الاحتياط الكاملة في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، فإن ثلاثة فقط من هذه الألوية ستشارك في العملية البرية داخل قطاع غزة، فيما وُجّهت الألوية الأخرى إلى جبهات مختلفة: لواء المدرّعات 8 حلّ محل اللواء النظامي 7 في الجبهة الشمالية مع لبنان، فيما نُقل لواء "ألكسندروني" من الاحتياط إلى الحدود السورية بدلاً من لواء المظليين.
وفي ظل رفض الجيش الإسرائيلي تقديم بيانات حول نسب الاستجابة لأوامر الاستدعاء وفق "أمر 8"، قالت مصادر عسكرية للإذاعة: "لا توجد مشاكل كبيرة في هذه المرحلة رغم الضغوط"، إلا أن مسؤولين عسكريين حذّروا من أن استمرار القتال لأشهر طويلة قد يؤدي إلى تراجع المعنويات.
لكن طريقة احتساب "نسب الاستجابة" توصف بأنها مضلّلة، إذ يُحتسب فقط من تلقوا أوامر استدعاء فعلية، بينما يُستثنى من القائمة من أعلن مسبقاً رفضه أو عدم رغبته في الخدمة. كما يُحتسب ضمن "المستجيبين" أولئك الذين يحضرون جزئياً أو فقط في عطلات نهاية الأسبوع، ما يجعل الأرقام غير دقيقة.
فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. (ا ف ب)
موعد حاسم مع زيارة ترامب
وأفادت "القناة 12" الإسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في ما يخص مفاوضات صفقة الأسرى، وقد تشهد المفاوضات تقدماً، في ظل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتهديد الإسرائيلي بتصعيد القتال إن لم يتحقق أي اختراق بنهاية زيارته. وقال مسؤولون إسرائيليون: "اليومان المقبلان مهمان للغاية، وإن كان هناك تحول في موقف حماس فسنشهد نتائجه قريباً، ربما أثناء الزيارة أو بعدها مباشرة".
وبحسب القناة، فإن إسرائيل قد وجهت إنذاراً أخيراً لحركة "حماس"، بضرورة الموافقة على صفقة تبادل أسرى قبل زيارة ترامب، وإلا فستبدأ مناورة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وتهدف عملية "عربات جدعون"، وفقاً للخطة التي وضعها رئيس هيئة الأركان إيال زامير وقيادة الجيش الإسرائيلي، ووافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى "زيادة القوات والتحرك بقوة لهزيمة حماس، وإخضاعها، وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية، مع خلق ضغط مكثف لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين".
ووفق مصدر أمني صرّح للقناة، فإن "القوات المناورة على الأرض ستحظى بغطاء جوي وبحري، مع استخدام معدات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المنشآت التي تشكل تهديداً".
وأشارت القناة إلى أن العنصر المركزي في الخطة هو الإخلاء الواسع لسكان غزة من مناطق القتال، خصوصاً من شمال القطاع إلى مناطق في جنوبه، بهدف خلق تمييز بين المدنيين وحركة "حماس"، ما يمنح الجيش الإسرائيلي حرية أكبر في العمليات. وأوضح مصدر أمني أن "الجيش، على عكس ما كان عليه في السابق، سيبقى في المناطق التي يتم احتلالها لمنع عودة التهديدات، وسيتعامل معها وفق نموذج رفح، حيث جرى القضاء على جميع التهديدات وتحويل المنطقة إلى جزء من الحزام الأمني".
نحو كارثة أخرى
من جهته، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن إسرائيل تتجه نحو "كارثة أخرى" في غزة. وإن لم يتدخل ترامب في ما يجري خلال زيارته الخليجية، فإن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية في القطاع فور انتهاء الزيارة.
ووفق تحليل هارئيل، فإن الخطة قد تنطوي على احتلال مساحات واسعة من غزة، والسيطرة الإقليمية لفترة طويلة، ما قد يؤدي إلى خسائر بشرية في صفوف الجنود والأسرى، ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، من دون ضمان التوصل إلى حل حقيقي مع "حماس".
بدوره، اعتبر الدكتور ميخائيل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز دايان التابع لجامعة تل أبيب، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "عربات جدعون"، إذا ما كُتب لها النجاح، فلن تكون مجرد عملية، بل "حملة تاريخية قد تغيّر حياة الإسرائيليين".
وأضاف أن "الحرب الحالية لم تعد صراعاً ضد أعداء خارجيين، بل تحولت إلى صراع بشأن صورة إسرائيل وهويتها ومستقبلها". وتابع قائلاً إن هذا الأمر يتجلى بوضوح في النقاش الداخلي عن علاقة اليهود المتشددين بالدولة في ما يتعلق بالتجنيد الإجباري، داعياً إلى تطوير نقاش مشابه حول الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل وموقعها الجغرافي، وتحليل تداعيات "التحول" نحو واقع الدولة الواحدة.
0 تعليق