نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
25 سنة على 25 أيار وإشكالية "المقاومة" - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 01:59 مساءً
في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في الملف النووي وانعكاساته المحتملة على مقاربة بت إنهاء سلاح "حزب الله"، ستحل الذكرى الـ25 لتحرير الجنوب عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي على وقع إعادة إسرائيل احتلالها نقاطاً في لبنان وممارستها السيطرة على أجوائه بسبب من حرب المساندة التي خاضها الحزب معيداً عقارب الساعة إلى الوراء. والمصادفة (!) أو المفارقة أن تحدد الانتخابات البلدية في الجنوب يوم "عيد المقاومة والتحرير" بالذات في 25 أيار الذي يُحتفل به في لبنان كل عام، وهو تاريخ اندحار الجيش الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية التي احتلها في عام 1978، ما يعتقد البعض أنه يعطي للحزب زخماً معنوياً يحتاج إليه بقوة في ظل تحميله أو تحمّله، ولو على نحو غير مباشر، المسؤولية المتعاظمة عن استمرار تمسّكه بسلاحه عائقاً أمام أعادة الإعمار في الجنوب وعودة الأهالي إلى قراهم.
والأمر نفسه ينسحب على مسؤوليته عن واقع ربط استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقعه جنوباً أو في الضاحية ومناطق أخرى باستمرار ممانعته في التعاون على نحو كافٍ في انخراطه من ضمن الدولة والتزامه اتفاق وقف النار الذي وافق عليه باسمه وبالنيابة عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري أقله وفق ما يرى بعض آخر. ويريد الحزب للانتخابات البلدية وفقاً لتلاقي آراء عدة في هذا السياق أن تظهر عدم اهتزاز شعبيته وتماسكها كتحدٍّ مباشر لإضعافه من إسرائيل من جهة وتعزيزاً لمواقفه ولا سيما في مواجهة الداخل والخارج معاً بالإضافة إلى تأكيد قيمته وفاعليته لدى إيران من جهة أخرى.
والقول بأهمية الخارج مردّه أن الحزب لم يعد يحظى بالتأثير أو الفاعلية نفسها، إذ إنه خلال الأعوام القليلة الماضية لا سيما بعدما دخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خط التواصل مع "حزب الله" على نحو مباشر من أجل محاولة إقناعه بمسارات سلمية داخلية ولاحقاً مع إسرائيل، كانت الديبلوماسية الفرنسية في معرض الدفاع المستمر أن هذا التواصل ضروري ولا بديل منه في ظل مقاطعة خارجية شبه شاملة للحزب وضرورة الحوار معه في الوقت نفسه. في الآونة الأخيرة وجّه مسؤولون في الحزب انتقادات إلى الرئيس الفرنسي كان آخرها ما ورد على لسان مسؤول العلاقات العربية والدولية في "الحزب" عمار الموسوي رداً على ما قاله ماكرون خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السوري من أن "فرنسا تؤدي دوراً أساسياً في التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد الحزب وسنستمر في ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان". فقال الموسوي "مرة أخرى يُطالعنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواقف عدائية وصادمة من دون أي مبرّر وغير مفهومة في أبعادها ومراميها، الأمر الذي يثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام".
من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
النقطة الأساسية في هذه المواقف أن وجود الدولة في لبنان أسهم في "تراجع" الحيثية التي كان يفرضها الحزب للتحاور معه من جهة فيما الدور الذي ارتضته السلطة لنفسها وتبنته لجهة احتكار السلاح يضيق هامش الأفرقاء الآخرين وأدوارهم إلى حد بعيد ولو أنه لا يلغيها. والنقطة الأبلغ أن الحزب يرد على فرنسا المتهمة بتشجيع الحزب وتكبير دوره محلياً تحت وطأة الحاجة إلى إيجاد الحلول وفقدان الحزب المحاور أو الهامش الفرنسي في هذا السياق بما يصيبه في الصميم فيما هو يسعى إلى المحافظة على كيانه "كمقاومة" تحتفظ بسلاحها وترفض نزعه وفيما الدول الصديقة تدفع في اتجاه سيادة الدولة وحدها على كل أراضيها. والوضع ليس سهلاً بالنسبة إلى الحزب الذي فقد الخلفية التي تدفع إلى حتمية الحوار معه الذي غدا من مهمة الدولة اللبنانية وحدها ولغاية نزع سلاحه أو تسليمه للدولة. والوضع ليس سهلاً قياساً إلى ما تفيد به مصادر ديبلوماسية من أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على النبطية تحمل رسائل عدة قد يكون أهمّها أن رفض الحزب تسليم سلاحه أو عدم مبادرة الدولة للقيام بذلك حتى الآن يعني أن إسرائيل ستصعّد من عملياتها مجدّداً إلى درجة مقاربة احتمال عودة الحرب مجدداً. واستخدام نوعية القذائف التي استخدمتها في النبطية أخيراً مؤشر على ذلك فيما لم تصدر أي إدانة من أي طرف باستثناء الإدانة المحلية إلى جانب إدانة إيران لما حصل.
تغيرت الظروف، وما كان قبل 25 سنة انتصاراً مجلياً ولو وفق اعتبارات لا يتم إبرازها كثيراً، يُخشى أنه بات عبئاً يثقل كاهل لبنان ويعوق قيامه كدولة والمسؤولية تاريخية على الحزب في هذا السياق كطائفة في الدرجة الأولى وحزب بات ملحّاً أن يتحوّل سياسياً فحسب.
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق