في تطورٍ رائدٍ في مجال الحرب البحرية الحديثة، نشرت مديرية الاستخبارات الرئيسية الأوكرانية “GUR” نوعين على الأقل من الطائرات البحرية بدون طيار المتطورة في البحر الأسود، تعمل بنظام “ستارلينك”، مُظهرةً قدرتها على شن ضربات دقيقة ضد أهداف روسية.

أوكرانيا تعتمد على طائرات بحرية بدون طيار تعمل بنظام “ستارلينك”

أثبتت هذه المراكب بدون طيار، المُجهزة بتكنولوجيا متطورة والقادرة على إطلاق طائرات بدون طيار انتحارية، فعاليتها في العمليات بالقرب من شبه جزيرة القرم المحتلة، مما يُشير إلى قفزة نوعية في القدرات البحرية لأوكرانيا.

وتم الإعلان عن وجود منصتين بحريتين مُسيّرتين، تستخدمها أوكرانيا، لتدمير الأصول البحرية الروسية.

تتميّز المنصة الأولى، التي وصفها مسؤولو GUR، بمحرك قارب تقليدي، وصُممت هذه الطائرة بدون طيار لحمل ما يصل إلى أربع حاويات تحتوي على طائرات كاميكازي بدون طيار من منظور الشخص الأول، مما يُمكّنها من ضرب الأهداف البرية والبحرية عالية المناورة.

وأكّد ضابط من القوات الخاصة في GUR، مُشارك في عمليات الطائرات بدون طيار، على تعدد استخدامات المنصة، قائلاً: “تحمل منصتنا البحرية ما بين 500 و3000 كيلوغرام من أنواع مُختلفة من الأسلحة – جوّية، سطحية، وتحت الماء.

استخدام الذكاء الاصطناعي في المنصات

ويستخدم النظام أحدث التقنيات، مُدمجًا مع الذكاء الاصطناعي المُستخدم في حلف الناتو”. في حين لم يُكشف عن هوية الضابط لأسباب أمنية، يُؤكد هذا الادعاء على دمج أوكرانيا لأنظمة متطورة في ترسانتها.

أما المنصة الثانية، التي عُرضت، كشفت عن تصميم هيكل مختلف جذريًا ونظام إطلاق لأربع طائرات هجومية بدون طيار ثابتة الجناح. ورغم أن التفاصيل حول هذا الطراز لا تزال نادرة، إلا أن تصميمه يوحي بدور متخصص في إيصال الطائرات بدون طيار إلى أهداف في عمق خطوط العدو.

وقد تم استخدامها بشكل متكرر في مهام سرية لتزويد ساحل القرم، الخاضع للسيطرة الروسية منذ عام 2014، بالأسلحة. وفي أبريل 2025، أفادت التقارير أن هذه المنصة ضربت عدة زوارق دورية روسية ونظام دفاع جوي من طراز Tor-M2 في مياه القرم، مما يُبرز تأثيرها العملياتي.

المنصات مجهزة بالإنترنت عبر القمر الصناعي “ستارلينك”

كلا المنصتين مُجهزتان بهوائيات إنترنت عبر الأقمار الصناعية من طراز Starlink، وهي ميزة أساسية تُوسّع نطاقهما التشغيلي من خلال توفير اتصالات موثوقة وعالية السرعة. لقد كانت هذه التكنولوجيا، التي قدمتها شركة سبيس إكس، حجر الزاوية في الاتصالات العسكرية الأوكرانية منذ بداية الغزو الروسي في فبراير عام 2022.

ويضمن دمج نظام ستارلينك قدرة هذه الطائرات المسيرة على العمل بعيدًا عن الشواطئ الأوكرانية، مع الحفاظ على اتصال آني بمحطات التحكم حتى في البيئات المتنازع عليها.

تمثل القدرة على تنفيذ مثل هذه الضربات عن بُعد تطورًا تكتيكيًا، مما يسمح لأوكرانيا بتحدي الهيمنة الروسية في البحر الأسود دون المخاطرة بالسفن المأهولة أو الأفراد.

لحظة محورية في الصراع الروسي الأوكراني

يُمثّل الكشف عن الطائرات بدون طيار البحرية الأوكرانية لحظةً محوريةً في الصراع الروسي الأوكراني والتطور الأوسع للحرب.

ومن خلال دمج الطائرات بدون طيار الانتحارية مع المنصات البحرية، أنشأ جيش غور البحرية قوةً مضاعفةً تُعوّض عن افتقار أوكرانيا إلى بحرية تقليدية.

إن القدرة على ضرب أهداف روسية في شبه جزيرة القرم، وتعطيل العمليات البحرية، ودعم المهام السرية، تُظهر مستوى من التطور يُضاهي القوى العسكرية العريقة.

ومع ذلك، وبينما تُكيّف روسيا قدراتها في مجال الطائرات المُسيّرة والحرب الإلكترونية، لا يزال سباق التفوق التكنولوجي في البحر الأسود بعيدًا عن نهايته.

هل ستواصل أوكرانيا تفوقها الابتكاري على خصمها، أم سيجد الكرملين سبلًا لتحييد هذا التهديد غير المتكافئ؟

اقرأ أيضاً.. بعد إسقاط 77 مسيرة هندية.. ما سر قوة منظومة الدفاع الجوي لباكستان؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط