سجّل مصرف الإمارات المركزي ارتفاعًا جديدًا في رصيده من الذهب، حيث بلغ 25.18 مليار درهم بنهاية شهر فبراير 2025، مسجلًا نموًا بنسبة 2.49%، ما يعادل 613 مليون درهم مقارنة بنهاية يناير الماضي الذي بلغ فيه الرصيد 24.57 مليار درهم.

ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن المصرف، فقد ارتفع احتياطي الذهب بنسبة 9.59% أو ما يعادل 2.2 مليار درهم منذ بداية العام، مقارنة بنحو 22.98 مليار درهم في ديسمبر 2024، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا واضحًا نحو تعزيز الاحتياطات بالذهب كأصل آمن ومستقر.

تضاعف رصيد الذهب بـ مصرف الإمارات المركزي خلال خمس سنوات

شهدت السنوات الأخيرة نموًا لافتًا في احتياطي الذهب لدى مصرف الإمارات المركزي، إذ ارتفع من 4.04 مليار درهم في نهاية عام 2019 إلى أكثر من 25 مليار درهم في 2025، ما يعكس اعتماد المصرف على الذهب كأحد أبرز الأصول في محفظته الاستثمارية.

يُعد الذهب جزءًا من الأصول المتنوعة التي يحتفظ بها المصرف المركزي، والتي تشمل أيضًا الأموال السائلة، وشهادات الإيداع، والأوراق المالية المحتفظ بها حتى تاريخ الاستحقاق، وهو ما يؤكد التوجه نحو تعزيز الأمن المالي وتقليل التعرض للمخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق العالمية.

ارتفاع احتياطي مصرف الإمارات المركزي من الذهب وسط ضعف الدولار والتوترات الجيوسياسية

بالتوازي مع ارتفاع احتياطات الإمارات من الذهب، تشهد الأسواق العالمية موجة صعود في أسعار الذهب، مدعومة بعوامل متعددة أبرزها ضعف الدولار واستمرار التوترات الجيوسياسية.

فقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 3326.99 دولار للأوقية بحلول الساعة 08:47 صباحًا بتوقيت جرينتش، فيما بلغت المكاسب الأسبوعية حتى الآن 2.5%، وهو ما يعكس إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن في ظل المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة مماثلة لتصل إلى 3328.10 دولار للأوقية، بينما انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، مما عزز جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى، بحسب وكالة “رويترز”.

المستثمرون يقبلون على الذهب وسط القلق الاقتصادي

يرى محللون اقتصاديون في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، أن التحركات الأخيرة في أسعار الذهب تشير إلى نشاط شراء قوي من قبل المستثمرين، وسط تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

وقال المحلل المستقل روس نورمان إن “الارتفاع الحاد في أسعار الذهب يعكس عمليات شراء نشطة مدفوعة بالقلق الاقتصادي، رغم وجود بعض عمليات البيع لجني الأرباح”.

وأضاف نورمان: “الأنظار تتجه حاليًا نحو نتائج المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، وهي عوامل تدفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن”.

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان يعزز الطلب على الأصول الآمنة

في تطور ميداني يؤثر على الأسواق، أعلن الجيش الهندي أن القوات المسلحة الباكستانية شنت هجمات باستخدام طائرات مسيّرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند مساء الخميس وصباح الجمعة، ما زاد من الطلب على الذهب وغيره من الأصول الآمنة، في ظل تصاعد التوتر العسكري بين القوتين النوويتين.

هذا التوتر الجيوسياسي يلعب دورًا كبيرًا في دفع أسعار الذهب إلى الأعلى، نظرًا إلى دور المعدن الأصفر كملاذ تقليدي في أوقات الأزمات والاضطرابات السياسية.
الذهب يسجل أعلى مستوياته التاريخية

وكان الذهب قد بلغ أعلى مستوى تاريخي له الشهر الماضي عند 3500.05 دولار للأوقية، مدعومًا بعمليات شراء كبيرة من البنوك المركزية في مختلف الدول، إلى جانب مخاوف متصاعدة من الحروب التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما ساهم في تعزيز الطلب الاستثماري على الذهب.

اقرأ أيضًا.. استثمارات البنوك الإماراتية تتخطى 758 مليار درهم بنهاية فبراير

الفيدرالي الأمريكي وترقب السوق

إلى جانب التطورات الجيوسياسية، ينتظر المستثمرون تصريحات مرتقبة لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي قد تقدم مؤشرات مهمة حول توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل بيانات اقتصادية متباينة حول التضخم والنمو.

ومن المتوقع أن تؤثر هذه التصريحات على حركة الدولار وبالتالي على أداء الذهب، إذ أن أي توجه نحو تخفيف السياسة النقدية أو الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير قد يدعم الذهب بشكل إضافي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط