الخليج على خط التهدئة.. دور محوري في نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الخليج على خط التهدئة.. دور محوري في نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 07:42 مساءً

مع تصاعد الحرب بين الهند وباكستان إلى مستويات مثيرة للقلق، يراقب العالم الوضع بترقب، خوفًا من اندلاع حرب شاملة بين جارتين نوويتين.

ووفقا لمجلة التايم الأمريكية، فمؤخرًا، زعم الجيش الباكستاني أنه قتل ما بين 40 و50 جنديًا هنديًا وأسقط 29 طائرة هندية مسيرة بعد أن شنت الهند ضربات ضد ما يُزعم أنها “معسكرات إرهابية” في باكستان.

تأتي الحرب بين الهند وباكستان، بحسب تحليل التايم، في أعقاب هجوم إرهابي في كشمير أسفر عن مقتل 25 هنديًا ومواطن نيبالي، مما زاد من تفاقم الوضع المضطرب أصلًا. ورغم الخطاب المقلق، بما في ذلك تحذير باكستان من رد “سريع وحازم” على الأعمال العسكرية الهندية، يجد المجتمع الدولي نفسه في موقف حرج، ويسعى جاهدًا لإيجاد حلول لمنع اندلاع الحرب.

في حين لعبت الإدارات الأمريكية السابقة دورًا محوريًا في تهدئة التوترات بين الهند وباكستان – لا سيما خلال اشتباكات عامي 2016 و2019 – اعتمدت الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس ترامب نهجًا أكثر تحفظًا، حيث صرّح نائب الرئيس جيه. دي. فانس بأن الصراع “ليس من شأننا في الأساس”.

ترك هذا الموقف باكستان بدون “القوة الدبلوماسية” التي كانت تعتمد عليها سابقًا من واشنطن، مما زاد من تعقيد الوضع.

دول الخليج.. صانعو سلام غير متوقعين

في خضم هذه الفوضى الجيوسياسية، برزت دول الخليج – وخاصة المملكة العربية السعودية – كوسطاء رئيسيين، ولعبت دورًا حاسمًا في منع المزيد من التصعيد.

قام وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بزيارة مفاجئة إلى الهند، في إشارة إلى نية الرياض التوسط لتهدئة التوتر. ولا يقتصر دور دول الخليج على الجانب الدبلوماسي فحسب، بل ينبع أيضًا من مصالحها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة في المنطقة.

تستضيف المملكة العربية السعودية أكثر من 2.6 مليون مواطن هندي، إلى جانب عدد مماثل من الباكستانيين، مما يجعل السلام في شبه القارة الهندية مسألة ذات أهمية حيوية للمملكة.

تصب جهود السلام أيضًا في مصلحة دول الخليج، نظرًا لتنامي العلاقات الاستراتيجية بين الهند وباكستان ودول الخليج. فقد أصبحت الهند، التي لطالما ارتبطت بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع المنطقة، لاعبًا مهمًا في الخليج، حتى مع تنامي تحالفها التاريخي مع الغرب.

في غضون ذلك، شهد انخراط الخليج مع باكستان – الذي كان مدفوعًا في المقام الأول بالتضامن الديني – تحولًا في السنوات الأخيرة مع تطور الديناميكيات الإقليمية.

تشير سامينا ياسمين، مديرة مركز الدول والمجتمعات الإسلامية في جامعة غرب أستراليا، إلى أن دول الخليج، بحكم علاقاتها مع كل من الهند وباكستان، أصبحت الآن في وضع يسمح لها بحث الجانبين على ضبط النفس وتجنب المزيد من الصراع.

تحول في الديناميكيات الإقليمية

يُعدّ انخراط دول الخليج انحرافًا ملحوظًا عن الماضي. شهدت المملكة العربية السعودية، تحولاً كبيراً في سياستها الخارجية، حيث أعطت الأولوية للمصالح البراجماتية على التوافق الأيديولوجي.

يتجلى هذا التحول في محاولات الخليج موازنة العلاقات بين دول مثل الهند وباكستان وإسرائيل، والتي كانت في السابق على خلاف كبير بسبب عوامل جيوسياسية ودينية.

تزامن هذا التحول في السياسة الخارجية مع تنامي النفوذ الإقليمي لدول الخليج، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة. وقد استخدمت الدولتان نفوذهما الدبلوماسي لتشجيع ضبط النفس، حتى أن قطر دعمت موقف الهند في نزاع كشمير، على الرغم من دعمها التاريخي لباكستان.

يؤكد تطور دول الخليج كوسطاء مؤثرين على الطبيعة المتقلبة للسياسة الإقليمية، حيث غالبًا ما تتفوق المصالح الاقتصادية والدبلوماسية البراجماتية على التوافق الأيديولوجي.

تُحدث هذه الديناميكية الجديدة تحولاً في ميزان القوى في جنوب آسيا، حيث تجد الهند وباكستان، على الرغم من تنافسهما الطويل الأمد، نفسيهما في مواجهة مشهد دبلوماسي متزايد التعقيد.

اقرأ أيضًا: دخان أبيض يُشير لانتخاب بابا جديد.. أجراس الكاتدرائية تحتفي بالحبر الأعظم

دور الصين وخطر عدم الاستقرار الإقليمي

في حين تلعب دول الخليج دورًا محوريًا في الوساطة لمنع الحرب بين الهند وباكستان، فإن انخراط قوى إقليمية أخرى، مثل الصين، يزيد الوضع تعقيدًا. فقد قدمت الصين، الحليف الوثيق لباكستان، دعمًا عسكريًا على شكل طائرات مقاتلة وصواريخ. إضافةً إلى ذلك، تطالب الصين بجزء من منطقة كشمير المتنازع عليها، مما يزيد من توتر الأزمة المستمرة.

يؤكد فؤاد شودري، وزير الإعلام الباكستاني السابق، أن الصين لا يمكنها أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع. ويجادل بأن أي تعديلات إقليمية من جانب الهند لن تكون مرفوضة من باكستان فحسب، بل ستشكل تحديًا مباشرًا لمصالح الصين في المنطقة.

يسلط هذا التطور الضوء على التعقيد المتزايد للصراع الهندي الباكستاني، حيث تتقاطع صراعات القوة الإقليمية والتحالفات. وعلى الرغم من بذل دول الخليج قصارى جهدها للوساطة، إلا أن الوضع لا يزال محفوفًا بالمخاطر، لا سيما في ظل احتمالية حدوث المزيد من التصعيد العسكري.

المستقبل: طريق طويل نحو الاستقرار

على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول الخليج، يخشى المحللون من أن يكون الصراع الهندي الباكستاني قد تجاوز نقطة اللاعودة. فمع تعليق الهند المثير للجدل لمعاهدة مياه نهر السند، وتعليق باكستان لاتفاقية شيملا لعام 1972، ينهار الإطار الأمني ​​للمنطقة. وقد كُسر الحاجز النفسي، مما يثير مخاوف من أن يخرج الصراع عن السيطرة.

يحذر خبراء مثل بهارات كارناد من أن الوضع الحالي يتطلب وساطة مستمرة وجادة لمنع الحرب. وبينما تُعدّ جهود الوساطة السعودية بالغة الأهمية، سيكون دور الخليج حيويًا في ضمان سيادة السلام.

مع ذلك، ومع استمرار تطور الصراع، من الواضح أن الطريق إلى الاستقرار الدائم لن يتطلب مجرد مشاركة دبلوماسية، بل إعادة تقييم للعلاقات الإقليمية وبذل جهود متضافرة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الخليج على خط التهدئة.. دور محوري في نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 07:42 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق