وزير الأوقاف: الإمام عبد الحليم محمود نموذج للفكر المستنير - تكنو بلس

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزير الأوقاف: الإمام عبد الحليم محمود نموذج للفكر المستنير - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 05:07 مساءً

وزير الأوقاف: الإمام عبد الحليم محمود جمع بين نور العلم وصدق الإيمان 


في كلمته عقب أداء صلاة الجمعة، قال الدكتور أسامة الأزهري إن الإمام الراحل عبد الحليم محمود يُعدّ من أعظم علماء الإسلام في العصر الحديث، مشيرًا إلى أنه "اجتمع فيه نور العلم وصدق الإيمان، وصدق الولاء لله ثم للوطن، فكان نموذجًا فريدًا للعالِم العامل، الذي خدم دينه وأمته بعقل وقلب وروح".
وأضاف وزير الأوقاف: "الإمام عبد الحليم محمود ترك إرثًا فكريًا وروحيًا لا يُقدّر بثمن. لم يكن مجرد شيخٍ للأزهر، بل كان رمزًا للوطنية الصادقة في زمن الانتصارات، لا سيما في أيام نصر أكتوبر المجيد، حيث لعب دورًا كبيرًا في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية للشعب والجيش، مؤمنًا بأن الجهاد الحقيقي يبدأ من عمق الإيمان".
وأكد أن سيرة الإمام ستظل نبراسًا للعلماء والدعاة والمفكرين، إذ جمع بين التصوف السني النقي، والفكر المستنير، والموقف الوطني المسؤول، داعيًا الشباب إلى استلهام تجربته والاقتداء بخلقه وعلمه. كما توجه بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يرحم الإمام عبد الحليم محمود، ويجزيه عن الأزهر الشريف ومصر خير الجزاء، وأن يحفظ البلاد قيادةً وشعبًا وجيشًا.


محافظ الشرقية: الإمام الراحل فخر للمحافظة والعالم الإسلامي
من جانبه، رحّب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، بزيارة وزير الأوقاف، معربًا عن فخره بانتماء الإمام عبد الحليم محمود لأرض الشرقية، وقال: "نحتفي اليوم بذكرى ميلاد قامة دينية وفكرية وإنسانية نفتخر بها في كل المحافل، محليًا ودوليًا، فقد كان الإمام الراحل صاحب عقل راجح، وزهد ظاهر، وتصوف خالص، استطاع أن يترك بصمته في كل من اقترب من علمه وفكره وسيرته".
وأضاف المحافظ أن الإمام الراحل لم يترك فقط مؤلفات وكتبًا ومواقف، بل ترك أيضًا رجالاً وتلاميذ ساروا على دربه، وحملوا رسالة الأزهر بنقائها ووسطيتها، مؤكداً أن ذكراه ستظل حية في وجدان الأمة.


أقيمت صلاة الجمعة في أجواء روحانية خاشعة بمسجد الإمام عبد الحليم محمود، حيث بدأت الشعائر بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع. وألقى خطبة الجمعة الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، وجاءت بعنوان: "إنَّ ما أتخوف عليكم رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فغيّر معناه".


تناولت الخطبة الأولى أهمية فهم النصوص الدينية فهماً صحيحاً، وكيفية التصدي للشبهات الفكرية التي تحاول النيل من ثوابت الدين. أما الخطبة الثانية، فخصصها الخطيب للتأكيد على ضوابط وآداب التعامل مع السائحين والزائرين لمصر، وتحذير المواطنين من بعض السلوكيات الخاطئة التي تسيء لصورة الإسلام والوطن.


حضور مهيب رسمي وديني احتفاءً بالذكرى
شهدت المناسبة حضور الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ، واللواء عبد الغفار الديب السكرتير العام، والعميد رياض الرماح المستشار العسكري، والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف، واللواء أحمد شاكر رئيس مركز ومدينة بلبيس، والدكتور ناصر عبد الأعلى مدير عام الدعوة، والدكتور السيد شبانة مدير شؤون الإدارات، إلى جانب جمع من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وممثلي الطرق الصوفية، ومجمع البحوث الإسلامية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وأهالي قرية السلام الذين عبّروا عن فخرهم بابن قريتهم الإمام الراحل.


في الذكرى الطيبة لمولد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، تتجدد الحكايات المضيئة من سيرة رجلٍ عاش لله، وعمل لله، ومات على طريق العلم والجهاد والزهد. لا تزال قرية السلام بمركز بلبيس في محافظة الشرقية، تتنسم عبير ذكراه وتحتضن مسجدًا يحمل اسمه، يؤمه الزائرون من شتى بقاع الأرض، يقرؤون له الفاتحة ويستلهمون من نوره هدايةً في زمن التباس المعاني.
من قلب القرية، خرجت شهادة حية من ابن شقيقته العمدة محمود صالح، الذي روى لـ"الجمهورية أون لاين " جوانب خفية وعظيمة من سيرة الإمام، الذي جمع بين مكانة علمية سامقة، وسيرة شخصية قوامها الزهد والبذل والتضحية في سبيل الله والوطن.

مزار عالمي ومسيرة تعليمية استثنائية
يؤكد العمدة محمود صالح أن مسجد الإمام الراحل بات مزارًا لآلاف الزوار من مختلف دول العالم، يتوافدون إليه في ذكرى مولده سنويًا، يقرأون الفاتحة ويترحمون عليه، مشيرًا إلى أن حب الناس له لم يكن لعلمه الغزير فقط، بل لصفائه وتواضعه وقربه من البسطاء، قائلًا: "الإمام عبد الحليم محمود كان لا ينقطع عن أهل قريته، يزورهم ويصل رحمه، وكان قدوة ومثلًا أعلى للجميع، حتى أن كل بيت في القرية أطلق على أحد أبنائه اسم عبد الحليم".


وعن أثر الإمام على الأزهر والتعليم الديني، يروي العمدة أن تولي خاله لمشيخة الأزهر شكل علامة فارقة في تاريخ المؤسسة، واصفًا تلك الفترة بالعصر الذهبي للمعاهد الأزهرية، إذ ارتفع عددها من العشرات إلى أكثر من 4000 معهد في عهده على مستوى الجمهورية، وسعى لتوسيع رقعة التعليم الأزهري فسمح بتحويل طلاب من التعليم العام إلى الأزهر، بهدف غرس الروح الإسلامية الأصيلة في النشء والشباب.


وفي واحدة من أبرز المحطات الروحية في حياة الإمام، يكشف   نجل شقيقته أن الشيخ عبد الحليم محمود بشّر الرئيس السادات بالنصر في حرب أكتوبر، إذ رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر قناة السويس مع جنود الجيش المصري وعلماء الأمة، فاستبشر خيرًا، وسارع بإبلاغ الرئيس السادات بتلك الرؤيا، مطمئنًا إياه إلى أن النصر آتٍ لا محالة.


ويتابع: "حين اندلعت الحرب، صعد الإمام منبر الأزهر وخطب في الأمة، مؤكدًا أن المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي هي في سبيل الله، وأن من يموت فيها شهيد وله الجنة، أما من تخلف فهو على شعبة من شعب النفاق. لقد كانت كلماته قوة معنوية هائلة للجنود والشعب والقيادة معًا، تضافرت مع عظمة جيشنا، فصنعت نصرًا خالدًا".

زهد بلا حدود.. وموقف إنساني خالد
أما عن زهده، فيسرد  محمود صالح موقفًا لا يُنسى، حين طلب نجلا الإمام منه شراء منزل مستقل، فباع نصيبه من الأرض في قريته، وجاء بالمال ليحقق لهما رغبتهما. لكنه في طريقه إلى القاهرة، زار صديقًا مريضًا، وهناك التقى بطالبٍ حزين يشكو ضيق الحال ومرض والده، فلم يتردد الإمام لحظة، وأعطاه كامل المبلغ قائلًا: "هذا لك"، ثم عاد إلى بيته، وقال لنجليه: "اشتريت لكما منزلًا عند الله".


ورغم مكانته الرفيعة، لم يغادر شقته المتواضعة بالإيجار في حلمية الزيتون حتى وفاته، ورفض العروض المتكررة للإقامة في قصور أو مساكن فارهة، مكتفيًا بأن يكون "تاجرًا مع الله"، لا يبتغي إلا وجهه الكريم.


لم تكن ذكرى ميلاد الإمام عبد الحليم محمود مجرد مناسبة احتفالية، بل لحظة استحضار لعالمٍ عاش بالإيمان وللإيمان، وارتقى بسلوكه وعلمه إلى مصافّ الكبار من قرية السلام، عاد اسم الإمام يملأ السمع والبصر والقلوب، شاهداً على أن رجال الله لا يغيبون، وأن تراب مصر الطيب لا يزال يُنبت منارات تُهدي الأمة في زمن التيه، وتذكرها بأن العلم والصدق والصوفية النقية، هي مفاتيح النجاة وبذور النهضة.


 كان الإمام عبد الحليم محمود… عالِمًا ربانيًا، قائدًا وطنيًا، زاهدًا في دنياه، موصولًا بربه، عاش للدين والعلم والوطن، وبقيت ذكراه حيّة في القلوب والكتب، وعلى لسان كل من عرفه أو تتلمذ على يديه. من قرية السلام خرج النور، ومن قلب الأزهر صدح بالحق، فصار اسمه علامة مضيئة في سجلّ العلماء العاملين، وعنوانًا لزمن كانت فيه القيادة روحًا، والعلم رسالة، والدين حياة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق