تُحدث شركة ترامب العائلية ضجةً جديدةً بسلسلة أبراج ترامب بالشرق الأوسط ومشاريع فاخرة، بما في ذلك الإعلان عن فندق وبرج ترامب الدولي في دبي.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، يُعد هذا المشروع الأخير جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لترسيخ علامة ترامب التجارية في منطقة الخليج، مع المزيد من المشاريع قيد الإعداد، مما يُمثل تحولًا كبيرًا بعد إزالة اسم الرئيس من العقارات حول العالم خلال فترة ولايته.

أبراج ترامب بالشرق الأوسط: دبي والدوحة

سيبلغ ارتفاع فندق وبرج ترامب الدولي في دبي، المقرر اكتماله في عام 2031، 350 مترًا، مُوفرًا إطلالات بانورامية على برج خليفة. وسيضم أعلى مسبح خارجي في العالم، إلى جانب وسائل راحة فاخرة مثل مساكن خاصة، ونادٍ خاص بالأعضاء، وشقتين دوبلكس بنتهاوس بسعر 20 مليون دولار للوحدة.

تبدأ أسعار المساكن الخاصة من مليون دولار للشقة بغرفة نوم واحدة، مما يعكس الفخامة المرتبطة باسم ترامب. سيلبي المبنى احتياجات العملاء المتميزين، بمن فيهم العاملون في عالم العملات المشفرة، مع تسويق يستهدف “أصحاب الرؤى، والمبتكرين، ومُغيري قواعد اللعبة”.

حضور متنامٍ في الشرق الأوسط

يُعد مشروع دبي واحدًا من العديد من المشاريع التي تحمل علامة ترامب التجارية والتي أُعلن عنها في المنطقة، والتي تشمل أيضًا نادي ترامب الدولي للغولف في الدوحة، قطر، بقيمة 5.5 مليار دولار، وبرج ترامب في جدة، المملكة العربية السعودية، ومشروعًا فاخرًا في مسقط، عُمان.

يتم تطوير هذه المشاريع بالتعاون مع دار جلوبال، وهي شركة تابعة لشركة دار الأركان السعودية، مما يعزز النفوذ المتنامي لمؤسسة ترامب في سوق العقارات في الشرق الأوسط.

عودة إلى دبي بعد انتكاسة الأزمة المالية

هذا ليس أول برج ترامب يُعلن عنه في دبي. ففي عام 2005، دخلت ترامب في شراكة مع نخيل، وهي شركة تطوير عقاري مملوكة للحكومة، لبناء برج في نخلة جميرا.

مع ذلك، أدت الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى إلغاء المشروع عام 2011. ويمثل برج ترامب الدولي الجديد المحاولة الثانية للعائلة لتأمين موطئ قدم في سوق العقارات التنافسي في دبي.

شقق بعلامات تجارية في سوق تنافسي

أصبحت دبي مركزًا عالميًا للشقق بعلامات تجارية، حيث تحمل العقارات الراقية أسماء علامات تجارية فاخرة مثل بولغاري وأرماني وبوغاتي. وقد شهد السوق تدفقًا كبيرًا لمثل هذه المشاريع، حيث تم إنجاز 49 مشروعًا و83 مشروعًا آخر قيد الإنشاء، توفر 43085 منزلًا.

بينما يتساءل النقاد عما إذا كانت علامة ترامب التجارية ستلقى صدى في المنطقة، يشير وكلاء العقارات مثل بارنابي كرومبتون إلى أن البرج قد ينجح، مشيرين إلى أن مباني ترامب، على الرغم من كونها مثيرة للجدل، غالبًا ما تكون مبنية جيدًا وموقعها ممتاز.

دور العملات الرقمية في سوق العقارات الفاخرة في دبي

بالإضافة إلى التركيز على العقارات الفاخرة، يُسوّق مشروع دبي أيضًا لمجتمع العملات الرقمية المتنامي. حضر إريك ترامب، المشرف على مشاريع مؤسسة ترامب العقارية، مؤتمرًا للعملات الرقمية في دبي للترويج للبرج الجديد، حتى أنه اقترح على المشترين شراء شققهم الفاخرة باستخدام البيتكوين.

تتماشى هذه الخطوة مع اهتمام العائلة المتزايد بالعملات الرقمية، في أعقاب مشاريع مثل شركة تعدين البيتكوين التابعة لها، “أمريكان بيتكوين”.

أقرا أيضا.. بعد اشتباك الهند وباكستان المثير للقلق.. هل من مَخْرج؟

مخاوف من تضارب المصالح في ظل توسع الإمبراطورية

يثير توسع العقارات التي تحمل علامة ترامب التجارية، وخاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط، مخاوف بشأن تضارب محتمل في المصالح، وخاصةً للرئيس الأمريكي الحالي.

يجادل النقاد بأن هذه التطورات تُشكل معضلة أخلاقية، بينما يُصرّ البيت الأبيض على عدم وجود تضارب في المصالح، مُشيرًا إلى إدارة أصول ترامب في صندوق استئماني يُشرف عليه أبناؤه.

مع ذلك، تُظهر الإفصاحات المالية أن ترامب يستفيد من هذه المشاريع الخارجية، مما يثير تساؤلات حول تقاطع السياسة والأعمال. الخلاصة: دفعة استراتيجية لعلامة ترامب التجارية العالمية

مع استمرار مؤسسة ترامب في توسيع علامتها التجارية في الشرق الأوسط، يُمثل فندق وبرج ترامب الدولي الجديد في دبي رمزًا لإمبراطورية العائلة التجارية المتنامية.

بينما لا تزال التساؤلات حول الآثار الأخلاقية لهذه المشاريع قائمة، لا شك أن اسم ترامب لا يزال يتمتع بقيمة كبيرة في أسواق العقارات الفاخرة حول العالم.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المشاريع ستحافظ على جاذبيتها مع تحولات المشهد السياسي، ولكن في الوقت الحالي، تستفيد عائلة ترامب من الشهرة العالمية للعلامة التجارية، لا سيما في أسواق الشرق الأوسط سريعة النمو.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط