نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القراءات الموسيقية المصوّرة: شرائط تُولد على المسرح في بيروت - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 06:38 مساءً
لين الجردلي
أمسية موسيقية مرافقة بالرسم، بل أمسية رسم تكملها الموسيقى. هذا النوع من الحفلات يبرز حديثاً في البيئة الفنيّة، وتحديداً في أحضان فنّ الشرائط المصوّرة والرسوم الكاريكاتوريّة. ما هي فكرة هذا النشاط وكيف يُطبّق؟
تخيّلوا أنفسكم في حفل راقص، والموسيقى تُعزف على المسرح مع الشخصيّة الراقصة التي تتناغم، تتناسق وتتجانس مع إيقاعها... وأنتم، المشاهدون، مأخوذون بالقصّة المعروضة. هذا هو المشهد نفسه، لكن مع رسومات تُخلق أمامكم، من ورقة الرسام إلى الشاشة الكبيرة، ترافقها موسيقى تُعزف شيئاً فشيئاً مع الرسومات. إحدى هذه الأمسيات في بيروت كانت مع فنان الشرائط المصوّرة الفرنسي شارل بربريان، في المركز الثقافي الفرنسي في الرابع عشر من نيسان/أبريل.
جانب من القراءة الموسيقية المصوّرة.
ما قصّة شارل بربريان؟
شارل ليس شخصاً ذا طفولة عاديّة، خلفيّته هي ما كوّنت أحنّ أعماله. ولد في بغداد من أب أرمني وأم يونانيّة وعاش سنواته العشر الأولى في بيروت مع بدء الحرب الأهليّة. رسم كتاب الشرائط المصوّرة "التربية الشرقيّة" (Une Education Orientale) الذّي تذكّر به بداية حياته وخلّد برسوماته عائلته وأحبابه عبر التاريخ ما أدّى إلى كتاب من أكثر الأعمال الحميمة لديه.
كيف بدأت الرحلة؟
جلس الرسّام على كرسيّ فوق المسرح وأمامه طاولة، أوراق، ريشة، أقلام، ألوان مائيّة، وأخيراً كاميرا تعلو الورقة وتُظهر للمُشاهد فقط يديه التين سترسمان القصّة المصورة. وقفت بوجهه عازفة اليوكوليلي هيرميني نوربيتوليان وافتتحت الرحلة مع صوت عذب وعزف رقيق. أخذ شارل ألوانه المائية وبدأ بسرد حكايته وكأنّ نفسه تتذكّر قصّته، وكلّ حركة من ريشته كانت ترافقها نغمات موسيقيّة تتلاشى مع الألوان وبين الكلمات. قلّب الفنان بين صور من طفولته ومشاهد من الكتاب، إلى جانب الرسمات التي كان يقوم بها وهو يسرد قصّته للجمهور، فكان عرض مليء بالمشاعر والتأمّل الذاتي.

شارل بربريان على المسرح.
تُستخدم الألوان المائيّة في هذا النوع من العروض لليونة استعمالها التي تتناغم مع الموسيقى مهما كان نوعها. هذا لا يمنع استعمال أساليب فنيّة أخرى مثل أقلام الحبر أو الباستيل، فهذا يرجع للرسّام والقصّة المحكيّة والمشاعر المطلوب إيقاظها. شارل مثلاً، خلط أكثر من تقنيّة في لوحة واحدة عاكساً العمق في أفق الصورة ومبرزاً ما يريد التركيز عليه.
هذا النوع من الحفلات انتشر في المقاهي والجامعات والحفلات الفنيّة في بيروت، وازداد تنوّع الفنانين المشاركين بين لبنانيين وأجانب. تتنوّع الموسيقى بتنوّع طرق الرسم والقصص، وكلّ فنّان اليوم يمكن أن يخبر قصّته برسم حيّ لجمهوره. كلّ ضربة ريشة مرافقة بموسيقى تحمل معها مشاعر وقصص شخصيّة، تُشارك مع المُشاهد.
0 تعليق