في تصعيد خطير ينذر بتوسّع رقعة المواجهة الإقليمية، هدد رئيس الوزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إيران مباشرة، محمّلاً إياها مسؤولية الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة الحوثي واستهدف مطار بن غوريون الدولي.

وفي رد سريع، توعدت طهران بالرد بقوة على أي اعتداء يستهدفها، مؤكدة أن القواعد الأميركية في المنطقة ستكون “أهدافًا مشروعة”.

صاروخ يمني يهز قلب إسرائيل

وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين، صباح الأحد، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على مطار بن غوريون قرب تل أبيب.

وأكدت القناة التابعة للجماعة أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة، في هجوم أسفر عن إصابة ستة أشخاص، وأدى إلى توقف الملاحة الجوية مؤقتًا وتحويل مسار عدة رحلات، من بينها رحلة تابعة للخطوط الهندية إلى أبو ظبي.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية، وقد حاولت منظومات الدفاع الجوي اعتراضه دون جدوى، قبل أن يسقط في بستان مجاور للمطار محدثًا حفرة كبيرة.

وسمع دوي الانفجار في مناطق واسعة من تل أبيب والقدس، ما أثار حالة من الذعر بين المسافرين.

إسرائيل تهدد إيران

ردّ نتنياهو على الهجوم عبر منشور على منصة “إكس”، مؤكدًا أن إسرائيل “سترد في الزمان والمكان اللذين تختارهما”، متوعدًا بضرب “راعيتهم إيران”، في إشارة إلى الدعم الإيراني لجماعة الحوثي.

وأرفق منشوره بصورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول فيها إن الهجمات الحوثية مصدرها إيران، معلقًا: “الرئيس ترامب محق تمامًا”.

تصريحات نتنياهو جاءت بالتزامن مع دعوات داخلية إسرائيلية لاتخاذ موقف أكثر تشددًا، إذ دعا رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس الحكومة إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران ردًا على الهجوم.

إيران ترد على تهديدات إسرائيل

وردًا على تهديدات نتنياهو، صرح وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده للتلفزيون الرسمي بأن “أي اعتداء على إيران سيُقابل برد قوي ومن دون قيود”، مضيفًا أن “القواعد الأمريكية أهداف لنا أينما كانت، وفي الوقت الذي نراه مناسبًا إذا تعرضنا لأي هجوم من إسرائيل أو أمريكا”.

وبحسب مراقبون يعكس هذا التصريح الجاهزية الإيرانية للرد على أي تصعيد، ويرسل في الوقت نفسه رسالة تحذير إلى واشنطن بعدم الانجرار خلف تل أبيب في مغامرة عسكرية قد تشعل أكثر من جبهة في المنطقة.

هل يتّجه الصراع نحو انفجار إقليمي واسع؟

مع تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران، تدخل الأزمة مرحلة جديدة أكثر خطورة. فاستهداف العمق الإسرائيلي من اليمن أحدث صدمة في إسرائيل، ورد تل أبيب قد يفتح بوابة مواجهة مباشرة مع طهران، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والعسكرية على الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا.

وفيما يترقب العالم الخطوة الإسرائيلية التالية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكتفي إسرائيل بضربة محدودة للحوثيين، أم تمضي قدما في تهديداتها ضد إيران، مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر؟

اقرأ أيضا

صاروخ يمني يصيب قلب إسرائيل وتوقف حركة القطارات والطيران| شاهد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط